لم تخِف وطأة صدمت الإيطالي الشهير (ماتشيلو ليبي) ولا (الطقم الصيني) بأكمله إثر الخسارة (المفاجئة) التي تلقاها فريقه (جوانزو إيفرجراند) من ممثل الوطن (الثالث) في ذهاب دور الثمانية للبطولة الآسيوية, كما لم تُخفِ النتيجة الكبيرة التي مُني بها فريقه تجاعيد (عميد) مدربي العالم التي ازدادت بروزاً، وكأنما زادته 64 عاماً فوق ما حمله عمره الحقيقي.
ذلكم ما حصل لمدرب جوانزو الصيني وفريقه العتيق بعمر (التأسيس) 1954م، الذي يعيش (ربيع العمر) قياساً بما أمطر عليه رئيسه الملتي ملياردير (رجل الأعمال زو جياين) من تعاقدات بدت الأضخم في تاريخ القارة الصفراء، ضمت المهاجمين كليفرسون البرازيلي ولوكاس باريوس الباراجواني وداريو كونكا الأرجنتيني والمحور الكوري الدولي تشو، إضافة إلى ثلاثة برازيليين مسجلين بالدوري الصيني المحلي؛ الأمر الذي أثمر بالمنافسة على ثلاث بطولات (الدوري المحلي والكأس والبطولة الآسيوية)، استحقاق الأخيرتين منها بهذا الشهر.
فربيع (جوانزو) المدينة الصينية الأشهر (سياحياً) بدأ يتناغم طردياً في هذه الفترة الذهبية وفريق كامل نجومه في (ربيع العمر الكروي)؛ الأمر الذي لم يثنِ الصينيين عن التصريح عبر رئيس النادي، وكذلك مدرب الفريق، بأن الرد سيكون حاضراً وبقوة في جوانزو يوم الثاني من أكتوبر القادم.
وبعيداً عن شدة (الصدمة) التي مُني بها الفريق الأقوى والمرشح الأكبر لنيل اللقب في النسخة الحالية تبقى حقائق يجب ألا تُخفيها النتيجة، التي تدخلت عوامل شتى في إبرازها بالشكل الذي حمل المعنى الحقيقي لكلمة (مفاجأة)، بعيداً عن بهرجة الإعلام. فالفريق الصيني الذي لا تخفى على ذي لب قوته وعلو كعبه (فنياً) على الفريق الاتحادي، تعرض لـ(امبراشات) عُرف بها تكر والمنتشري، إلا أن (أسامة المولد) قام بالدور كاملاً منذ الدقائق الأولى للمباراة؛ لتتوالى الضربات الموجعة للفريق (الضيف) بحُسن ضيافة حملت معنى (الرعونة) التي أفقدت اللقاء مفهوم (اللعب النظيف) بعد تعرض حارس الفريق لأشعة (الليزر)؛ لتبدي الوجه الحقيقي للمباراة ونتيجتها الكبيرة بكل المقاييس.
أقول ذلكم وأدرك أن هناك من الأصوات من ستتعالى صراخاً في وجه (بصريح العبارة)، فأمانينا لممثلي الوطن وثالثهم (الفريق الاتحادي) لا يجب أن تجعلنا نغض الطرف عن (تداعيات)، أجزم بأنها لو حصلت لأي من فرقنا ومن يمثلنا خارجياً، أو حتى في مباريات داخلية، لأبرزناها وضخمنا نتائجها؛ لكون (المتضرر) سيجد له بدلاً من الصوت عشرة؛ ليقول وينقل الصورة كما حدثت من المستطيل الأخضر؛ الأمر الذي لا نرجو أن نرى مثيله للمنافسين وليس (الخصوم)، هذا إن كنا مُنصفين، وبيننا من يعلم أن لا (خصومة) في كرة القدم بل تنافساً أبيض، أساسه شعار الفيفا «اللعب النظيف».
فنياً، الاتحاد بنور وتكر والمنتشري و(المولد) ومبروك يعيش (خريف العمر الكروي)، قياساً بمتوسط الأعمار الذي يتجاوز معدله كل فرق المسابقة. وخريف العمر الذي يعيشه الفريق الاتحادي بأسماء لاعبين (اعتزل) بل نسي (شكل الكرة) أقرانهم في أنديتنا لن (يصدقه) القائمون على الفريق الاتحادي إلا بعد (توقف) مسيرة الفريق في محطة (جوانزو) القادمة.. التوقف الذي لا أرجوه لكل ممثلي الوطن، وخصوصاً الفريق الاتحادي الذي أخشى أن تكون (صدمة الإياب) أكثر إيلاماً للبيت الاتحادي المتشبث أنصاره بأي نتيجة إيجابية (تعيد) توازنه.. التوازن الذي لن يعرفه الفريق بأسماء لم يعد بمقدورها تقديم ما يشفع لفريق غيَّرت ملامحه فنياً عواملُ التعرية.
خُذ عِلم
- الأهلي محلياً بدا مقنعاً بثلاثية نظيفة على الفيصلي، وكان خارجياً مقنعاً إلى حد ما في ذهاب دور الثمانية آسيويا، فهل يحصل على كامل درجة الإقناع ويتأهل إلى نصف البطولة الثلاثاء المقبل على أرضه وبين جمهوره؟ أرجو ذلك.
- الملاسنات والمناوشات والصدامات التي حفِلت بها (انتخابات عمومية اتحاد القدم)، وتحديداً مقعدَيْ الحُكام، بالرغم من سوء (طالعها) إلا أن (تجربة انتخابية) ستغيِّر حتماً (ثقافة) كثير ممن جدّ عليهم العمل الانتخابي.. والحقيقة أن كُلنا في (الاستجداد).. ذاك الرجل.
- الكابتن القدير محمد الخراشي والفيلسوف يوسف الثنيان أبر أسماء التأسيسية في (عمومية) القدم، ولا يهون البقية الصالحة بإذن الله. من يستمع لحديث نجم النجوم الأسطورة يوسف الثنيان فور فوزه بالتزكية يكتشف ما يحمله من فكر يشاطره في نخبويته المدرب القدير الخراشي؛ لنستبشر بعمل احترافي انتخابي لم يطل انتظاره على موقن هذا الخراج الرائع.
- رد الهلال الصاع للشباب صاعين بفوزه المستحق دورياً, فمن أخرج الآخر من المسابقة ذاتها يتجرع المرارة ذاتها، ولكن بثلاثية نظيفة.. دُنيا..!!
ضربة حرة
يقول الدكتور علي الحمادي:
الثقة لا تعني الغرور والغطرسة، إنما هي نوع من الاطمئنان المدروس.