أيا موطني قد سكنت الضلوعْ
أضأنا لعينيك كل الشموعْ
وهانت لأجلك يا موطني
دماء تناثر مثل الدموعْ
سأهديك دمي على ربوةٍ
وصدري بأضلعه كالدروعْ
وألثم رملا تباهت به
نفوس الإباء بسمك يضوعْ
وأسقيك دمعاً بأوجانه
لتنعم يا موطني في هجوعْ
فأعطيك روحي بقيثارةٍ
لتعزف أعصابنا في خضوعْ
ونغفو بشوقٍ بكثبانه
ويسمع دقات قلبٍ فزوعْ
ونزرع شوقاً بأنفاسه
ونحصد حباً كثير الفروعْ
فنزْهُو ونمشي بردهاته
إلى المجد قد قادنا للطلوعْ
أيا موطن العز أكرِم به
شَرَينَاك ها قد ربحنا البيوعْ
أيا طهر أَعْظِمْ تراباً مشى
عليه الرسول ونحن طيوعْ
فدُونَك أرواحنا نفتدي
دفاعاً عن الحق جئنا جُمُوعْ
لتحيا أبياً فلا ننحني
لكيد عدوٍّ فما من خنوعْ
وتسكن يا موطني مقلةً
وتختار ما بينها والضّلوعْ
فكم هِمْت شوقاً حنيناً به
نضيء ومن أجله للشّموعْ