الدمام - ظافر الدوسري:

رفع معالي محافظ المؤسسة العامَّة لتحليَّة المياه المالحة الدكتور عبد الرحمن بن محمد آل إبراهيم لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والشعب السعودي العزيز أسمى آيات التبريكات بمناسبة ذكرى توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز -رحمه الله-.

وقال: إن المملكة استطاعت أن تكون بوابة العالم والشُرفة المُطلِّة على «الحياة» الماء، حينما أنْشأ الموحد في عام 1348هـ الموافق 1928م وحدة تكثيف لتقطير مياه البحر لدعم مصادر المياه العذبة في جدّة بعد ملاحظته -رحمه الله-، معاناة الحجاج والمعتمرين، وليعيد التجربة البسيطة التي سبقت هذا الأمر حينما عرفت جدّة تحليَّة المياه العذبة منذ مائة عام وعقد حينما انتزعت من أحد البوارج الغارقة قبالها وحدة تكثيف لتقطير مياه البحر في عام 1325هـ 1905م وعرفت باسم الكنداسة وهي أول وحدة تنشأ على اليابسة في العالم.

وإذ نفخر نحن أبناء المؤسسة العامَّة لتحليَّة المياه المالحة في هذا اليوم، يوم توحيد المؤسس وترسيخه لمشروعات توفير الماء -التحليَّة تحديدًا- لأبناء هذا الشعب العزيز ولضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزائرين، امتدادًا لقيم عظيمة وساميَّة يرفل بها تراثنا الإسلامي العظيم، كأجر سقايَّة النَّاس.

مضيفًا أن المؤسسة تشارف على إنشاء أكبر محطة تحليَّة مياه في العالم في رأس الخير بعد امتلاك المؤسسة لأكبر محطة في الجبيل لتتواصل مسيرة الخير والنماء والنجاحات.

وأكَّد على أن المؤسسة نجحت حاليًّا في استخدام أساليب جديدة ومتنوّعة في صناعة وتقنيَّة التحليَّة وتوطينها كان آخرها ما تَمَّ بفضل من الله، ثمَّ بفضل سواعد شبابها وفكرهم البنّاء في تطوير وتوطين تقنيَّة التحليَّة مُتعدِّدة التأثير والمعروفة بتقنيَّة (M E D) وبأسلوب جديد سيُؤدِّي بمشيئة الله إلى ترشيد استخدام الوقود إلى نحو 40 في المئة، إضافة إلى إطالة أمد عمر المحطة الافتراضي ليرتفع من 25 عامًا إلى 40 عامًا مما سيوفر مبالغ ماليَّة كبيرة على الوطن وهذا ما نسعى ونتطلَّع إليه في المؤسسة وأحد أهدافنا الإستراتيجيَّة وهو الإنتاج بنسب عاليَّة وبأقل تكلفة وبأكثر موثوقيَّة لاسيما في ظلِّ التحدِّيات التي تواجهها صناعة وتقنيَّة التحليَّة في استخدام الوقود، وهذا المشروع العملاق الذي تفضَّل بالموافقة على تنفيذه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- يقوم على أيدٍ كوادر المؤسسة أصحاب الكفاءة العاليَّة من فنيين وباحثين بمشاركة شركة كوريَّة وجامعة الملك سعود، وسيكون باكورة المشروع في مدينة ينبع لينتج 68 ألف متر مكعب من المياه المحلاة في اليوم، حيث إن أكبر إنتاج في هذه التقنيَّة بلغ 15 ألف متر مكعب من المياه المحلاة في اليوم.

وأشار في حديثه لتطورات مسيرة إنتاج المياه المحلاة بالمملكة إلى أن الإنتاج بدأ بكميَّة لا تتجاوز 300 م3 من المياه المحلاة يوميًّا لتبلغ بعد الجهود المباركة والمشروعات العملاقة التي نُفذت على مدار هذه السنوات إلى ما يربو 3 ملايين م3 مكعب يوميًّا من المياه المحلاة، وهو عمل يستحقُّ التوَّقف والتأمُّل والرصد والتوثيق الدقيق.