|
متابعة - محمد المنيف:
السؤال الكبير الذي يتهرب أو يغض الطرف عنه المعنيين بالفنون التشكيلية في الجهات المدعومة بالميزانيات والمسؤولة عن الإجابة عليه هو (أين رواد الفن التشكيلي عن الساحة) ولماذا ابتعدوا ولماذا لا يقام لهم معارض جديدة أو استعادية تكريما وتقديرا لجهودهم في تأسيس هذا الفن وإرساء أركانه وتحمل صعوبات بدايات مسيرته اجتماعيا ورسمياً، ولماذا لم يتم إصدار كتاب توثيقي عن إبداعاتهم التي انتشرت محلا وأصبح لها أمكنة وما واقع عالمية في متاحف أو معارض وخلافها، أين هؤلاء المبدعين الذين أثروا الساحة بعطاء صادق هادئ متزن وأبقوا أساليب لا يزال البعض يجتر ملامحها دون القدرة على ملامسة حقيقتها وعمق الخبرة فيها، لقد أصبحت تلك الأسماء باقية في ذاكرة زملائهم فقط وفي ذاكرة من يقدر فيهم جهودهم وتفانيهم ومصداقية تعاملهم مع ساحتهم التشكيلية، وغابت عن ذاكرة المسئولين الإنسانية وذاكرة التوثيق أو الرصد، إذ لم يعد لهم أي شاهد أو ما يثبت تلك المسيرة سوى ما تحتويه سيرة كل منهم الشخصية أو ما يحتفظ به أي منهم من كتيبات، جعلوا منها غذاء يعيد إليهم الحيوية والاعتزاز كلما استعادوا ذكرياتها أو النظر إليها.
نجوم تخترق بضوئها غبار الزمن
أسماء كبيرة وإبداع لا يمكن نسيانه أو تجاهله نجوم تتلألأ في كل جزء من سماء الوطن تخترق بضوئها غبار الزمن، ورموزا تتربع في قلوب من يحيط بها في مناطقهم ويرى فيهم رموزا ثقافية رفعت في مجالهم من شأن الوطن.
وإن كان لنا فرصة في استعادة التذكير ببعض الأسماء فإننا نعتذر عن من لم ندرجه في هذا السياق محتفظين لهم بكل الفخر والاعتزاز مؤملين أن نقدمهم في مساحة أكبر في مستقبل الأيام، ونشير إلى بعض من اتسعت له المساحة من هؤلاء الرواد الذين لم نعد نرى لهم حضور كما اعتدناه لأسباب نعرف كثير منها تتعلق بالساحة التي اختلط فيها الحابل بالنابل فتركوها لكل من هب ودب، نذكر من هؤلاء الفنانين، محمد الصقعبي، أحمد فلمبان، ضياء عزيز ضياء، سعد المسعري، عبد الله شاهر، هشام بنجابي، نبيل نجدي، سعد العبيد عبد الرحمن السليمان، سليمان المقبل، عبد الله الشيخ، علي الزيزاء، خليل حسن خليل، سمير الدهام، عبد الحميد البقشي، عبد الله الشلتي، أحمد المغلوث، سعود القحطاني، صالح خطاب، عبد العزيز عاشور، عبد الله حماس، عبد الله نواوي، فيصل المشاري، نايل ملا، فهد الحجيلان، فوزية عبد اللطيف، مريم مشيخ، نوال مصلي، منى القصبي، شريفة السديري، بدرية الناصر، صفيه بنت زقر، دينا العظمة.
هؤلاء البعض منهم يقدم جهده بمعارضه الشخصية والبعض يشارك في معارض جماعية مختارة قد لا تتحقق في بعضها الشروط التي يرغبون أن تكون عليه فيعتذرون عنها، مما أدى إلى ابتعادهم أو اختفاء الكثير منهم.
أجواء لا تتيح لهؤلاء الطيران فيها
بعد أنك انم لهؤلاء وغيرهم من رواد بدايات الفن التشكيلي يحلقون بأجنحتهم الملونة ويغردون بأصوات لا نشاز فيها مشكلين أسراباً تطرب لرؤيتها العين وتنتظر عودتها في كل حين من مواسم العطاء التشكيلي فقد تلوثت المعارض وتعكرت الأجواء بمشاركات ومسابقات لا تتردد في قبول النطيحة والمتردية وتحكيم غير منصف ومشاركات خارجية هزيلة دون رقابة، أجواء لا تمنح المجال للتنفس بقدر ما تدفعنا إلى تلافي الإصابة بزوابع تحجب الرؤية.