تختلف أفعالنا وردود أفعالنا في مواقف الفرح والحزن، وخاصة في المواقف الوطنية التي لا يقتصر التعبير عنها في الحدود الخاصة، بل بمشاركة جماعية تساهم في التعبير عن تلك المشاعر.
لكن للأسف الشديد أساليب التعبير عن تلك المشاعر، مازال بحاجة لدراسة دقيقة من قِبل وزارة الشباب التي مازالت بعيدة عن الميدان، وما يحدث به من مواقف سلوكية متقلّبة وصادمة لفئة الشباب، ولمجتمعهم الذي يتوقّع منهم الكثير لكن بدون تأهيل مسبق أو مدروس لتلك التوقُّعات ! وبغضّ النظر عن تلك السلوكيات السلبية التي تصدر من بعض الشباب في الأماكن العامة، جاءت إجازة اليوم الوطني أكبر شاهد على أنّ هناك ما هو أعظم من تلك السلوكيات، خاصة عندما يعجز شبابنا في التعبير عن فرحهم بمناسبة اليوم الوطني، وما هذا العجز إلاّ اتهام قوي لفشل أُسر هؤلاء الشباب، من حيث تربية أبنائهم من الصغر على الكيفية المناسبة للتعبير عن مشاعرهم سواء بالفرح أو الغضب أو الحزن لكن بدون إيذاء للآخر ! وأنّ المسؤولية فيما يحدث في هذه المناسبة بالذات مشتركة مع الجهات المعنيّة بالشباب ابتداءً من وزارة التربية ثم جهاز رعاية الشباب، وأيضاً الأجهزة الأمنية التي يتحمّل رجالها مشكورين الكثير من الجهد والإرهاق، لضبط الوضع الأمني في مختلف مدن المملكة، بدون خطط مسبقة مع تلك الجهات المعنيّة في تعديل مفاهيم الشباب تجاه وطنهم وحبهم له ! لذلك نحن نتساءل لماذا هذه السلوكيات الممزوجة بالعنف المبطن بالفرح ؟ لماذا التعبير عن الفرح بالتخريب للمرافق العامة ؟! لماذا التعبير بالفرح بمناسبة هذا اليوم الهام في حياتنا كمواطنين بالتحرُّش بالنساء في مختلف الأماكن ؟! هل الوطنية لديهم تتجه للتنفيس بمكنوناتهم السلبية والمكبوتة طوال العام ؟ أم أنّ التعايش مع هذه المناسبة مازال في مراحله الأولى بالنسبة لهم، ولا يملكون إلاّ الصراخ والتجوُّل في الشوارع الرئيسية، واعتلاء السيارات بأجسادهم المتهوّرة معرّضين أنفسهم والآخرين للخطر المميت ! لذا ما خلّفته تلك الاحتفالات في يوم الأحد الماضي، يحتاج للاهتمام بجوانب رئيسية لإدارة مشاعرهم للاتجاه الإيجابي الذي يؤكد وطنيتهم الصادقة، خاصة أنّ ما يقوم به الشباب خلال هذا اليوم، ما هو إلاّ نتاج منعهم لسنوات طويلة من الدخول للمراكز التجارية العامة وإحساسهم بالنّبذ والرّفض مقارنة بشباب الدول الأخرى، مما حرمهم من التعايش الصحيح مع المواقف الحياتية اليومية العابرة والطارئة في تلك الأماكن العامة، وحرمانهم من التعامل مع الأحداث العامة بدون الفصل بين الجنسين !
فهذه السلوكيات الغاضبة الطارئة والمستنكرة من الآخرين وفي يوم وطننا، ما هي إلاّ نتاج لتعامل سلبي مع فئة الشباب ومازلنا ندفع ثمنها إلى الآن ! ولكي نحتوي ردود فعلهم ومشاعرهم المندفعة، لابد أن نخصص لهم ساحات خاصة للتعبير عن مشاعرهم في المناسبات الوطنية حتى تتهيأ شخصياتهم التهيئة السويّة التي لا تضرهم ولا تضر من حولهم وخاصة، وطنهم الذي احتواهم ومنحهم فرصاً للتعبير عما بداخلهم، لكن بدون تهويل وإضرار بالآخرين ثم بأنفسهم !
moudy_z@hotmail.com - moudyahrani@ تويترhttp://www.facebook.com/groups/381099648591625/- @moudyzahrani