|
عواصم - بلال أبو دقة - وكالات:
استمرت المعارك الطاحنة امس الخميس بين القوات السورية وثوار الجيش الحر في انحاء متفرقة من سوريا, في حين واصلت قوات الرئيس السوري بشار الأسد عمليات القصف على عدة مدن وقرى.
وشهدت بعض المناطق في محافظة حلب اشتباكات وقصفاً، تخللتها هجمات للثوار على حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس. ويأتي ذلك غداة يوم هو الأكثر دموية في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 18 شهرا، راح ضحيته 305 أشخاص، بحسب المرصد.
وقال المرصد في بيان: «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة التي هاجمت حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي». كما أشار إلى أن سيارة مفخخة انفجرت فجر أمس عند حاجز ايكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي، تبعته اشتباكات.
وفي المدينة أفاد المرصد عن وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والثوار في أحياء الصاخور، والأشرفية وجمعية الزهراء. وتعرضت أحياء الميسر ومساكن هنانو وطريق الباب في شرق مدينة حلب لقصف عنيف من القوات النظامية، بحسب المرصد.
وفي مقر قيادة كتيبة التوحيد، وهي الأكبر في حلب، يعزو قادة الثوار السوريين طول أمد المعركة في هذه المدينة الى قلة الذخائر المتبقية لديهم والتي تتيح لهم مجرد الدفاع عن مواقعهم مع قلة من القناصة. وقال أبو فرات أحد قادة كتيبة التوحيد «منذ شهر، الجبهة لم تعد تتحرك». ويعزو هذا الضابط المنشق عن الجيش النظامي الوضع إلى نقص الذخائر.
وتحدث قادة الوحدات العسكرية في حلب عن النتيجة نفسها وهي ان الامور لا تتحرك في حلب بسبب عدم وجود ذخائر لدى الثوار. وبعدما حققوا في نهاية يوليو تقدما كبيراً في مستهل المعارك في هذه المدينة الكبرى بشمال سوريا التي بقيت لفترة طويلة بمنأى عن حركة الاحتجاج، لم يعد الثوار يقاتلون الان الا للحفاظ على مواقعهم. وفي ريف دمشق، افاد المرصد عن تعرض بلدات حمورية والقاسمية والعتيبية ويبرود والقيسا والعبادة والغوطة الشرقية لقصف عنيف من القوات النظامية. واندلعت اشتباكات في قرى اللاذقية ومناطق في حمص ودير الزور, كما تعرضت بلدات في ريف حماة وادلب للقصف. من جهة أخرى أكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الأغا خلال لقاءه «ساندرا ميتشل» مسئولة المكتب التنفيذي للمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بمدينة غزة أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا مأساوية, مشيراً إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية طالبت أطراف الصراع في سوريا بتحييد اللاجئين الفلسطينيين وعدم زج المخيمات الفلسطينية في الصراع الدائر في المدن السورية. وكشفت ميتشل أن العملية التعليمية باتت غير منتظمة في مدارس الأونروا في سوريا والبالغ عددها 66 مدرسة، مشيرة إلى أن 20بالمئة من المدارس تستخدم حالياً لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الصراع الدائر في المدن السورية, مؤكدة أن الأونروا لا يوجد لديها تقرير بالأرقام لأعداد القتلى في المخيمات الفلسطينية أو أعداد النازحين من المخيمات.
وفيما يخص أوضاع اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم, أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس أنها تتوقع أن يرتفع عدد اللاجئين السوريين من 300 ألف حاليا إلى أكثر من 700 ألف بحلول نهاية العام 2012. وبناء على هذه التوقعات زادت وكالات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة توقعاتها للأموال التي تحتاجها لسد احتياجات هؤلاء اللاجئين إلى 487,9 ملايين دولار (379,2 مليون يورو). وأوضح المنسق المكلف اللاجئين السوريين في المفوضية بانوس مومتزيس في مؤتمر صحافي أن تلك الاموال ستسمح بمساعدتهم حتى «نهاية السنة». من ناحيتها، ذكرت رئيسة قسم الشؤون الإنسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الذي شارك في نفس المؤتمر الصحافي، بأن حوالي 2,5 مليون شخص تضرروا مباشرة او غير مباشرة بالنزاع السوري وهم بحاجة لمساعدة.
إلى ذلك طالبت المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية كريستالينا جورجييفا مساء الأربعاء بفتح ممرات للوكالات والمنظمات الإنسانية في سوريا في حين أن الوضع يتفاقم مع اقتراب الشتاء. وقالت في ختام اجتماع مع مسؤولين عن منظمات غير حكومية وممثلين عن أبرز الدول المانحة من أجل سوريا، إن «الظروف تزداد صعوبة, مع الشتاء الذي يقترب سيواجه السكان المزيد من المخاطر».
وأضافت «كي نعمل أكثر، يجب أن نتمكن من الوصول إلى داخل سوريا» ولكن «الأمر يتعلق بحرب في المدن ومن الصعب جدا توزيع المساعدات. وحثت جورجييفا «طرفي النزاع» إلى «احترام قوانين الحرب والقوانين الدولية» وحثت الأسرة الدولية على توجيه رسالة «واضحة و قوية». وذكرت بأن المساعدة العاجلة التي قدمها الاتحاد الأوروبي لسوريا تصل إلى حوالي 220 مليون يورو.