كبير أنت - يا عبدالله - بأعمالك وإنجازاتك، بحكمتك وبُعد نظرك، بكل مواقفك وحضورك الباهي، بهذه الأعمال الكبيرة العظيمة، بهذا الذي يتم على يديك وبتوجيهاتك، بكل ما تقدمه خدمة لدينك وشعبك وأمتك الإسلامية العظيمة.
***
أنت - يا عبدالله - مَنْ يصنع الأعمال الكبيرة، ويحوِّل الأحلام إلى حقائق على الأرض، وأنت مَنْ يهدي للأمة وللشعب أعظم وأكبر وأهم ما يفكرون فيه، وهكذا هم الكبار - يا عبدالله - بذل وعطاء وسخاء لا يتوقف، وعمل يتناغم مع ما يريده المواطن ويطالب به.
***
فقد أهديت - يا عبدالله - في عهدك الزاهر الكثير الكثير؛ فأفرحت شعبك، وأسعدت أُمَّتك، وأرضيت ضميرك، وأنجزت ما التزمت به لمواطنيك عند مبايعتك، فكانت هذه السلسلة العظيمة والمهمة من المشروعات في مواقع العمل، وعلى امتداد أرض الوطن، وكانت هذه الإنجازات التي لا تُخطئها العين واضحة وجلية أمامه في المدينة والقرية، وفي كل المجالات.
***
هل أزيد؟
حسناً، هؤلاء المائة والخمسون ألف مبتعث للدراسة في الخارج، وهذه الصروح الجامعية التي تزيد على ثلاثين جامعة، تنتشر في مدن المملكة، وهذه النهضة العمرانية الهائلة، والتوسُّع في وسائل المواصلات والاتصالات، والعمل على تحسين مستوى الخدمات الصحية، وتطوير التعليم والقضاء، وتوفير السكن والوظيفة لكل المواطنين، ومحاربة الفساد ضمن اهتمامكم بالنزاهة والإصلاح، وإفساح المجال أمام المرأة؛ لتشارك في الإعمار والتنمية في البلاد.
***
لهذا أحبك شعبك، وأعطاك - يا عبدالله - من دفق عواطفه ما تستحقه، في إشارة إلى مساندته لخطواتك، ودعمه لمواقفك، وتجاوبه مع رؤاك، ضمن انسجام جميل، ظهر بينك وبين أفراد هذا الشعب في كل خطواتك، متميزاً بصفاء الرؤية، وسلامة الهدف، ونبل المقصد، والاهتمام بأن يكون التوجُّه دائماً وأبداً للصالح العام.
***
هذا أنت - يا عبدالله - تركز جهدك ووقتك وإمكانات هذا الوطن الغالي لتحقيق ما يسعد المواطن، ويوفر له الخير، وتنجز له ما يتطلع إليه من آمال، ضمن حقه الذي تسعى لأن يكون متاحاً بعدل ومساواة بين الجميع، وهو نهج يلتزم به كل القادة المصلحين، وأنت أحد هؤلاء.
***
واليوم ماذا نقول أمام وضع يدكم الكريمة لحجر الأساس في أكبر مشروع لتوسعة المسجد النبوي الشريف، الذي يتزامن مع ما تعرَّض له رسولنا - صلى الله عليه وسلم - من إساءات، فجاءت هذه التوسعة لتؤكد التزامكم والتزام المملكة شعباً وحكومة ومؤسسات دينية باحترام مكانة الرسول محمد، والحرص على توسعة مسجده؛ ليكون قادراً على استيعاب أكثر من مليون ونصف المليون مُصَلٍّ، في إنجاز غير مسبوق؛ حيث تُعَدُّ أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي الشريف.
***
بل ماذا نقول أمام كلماتكم المضيئة والضافية والبليغة في دفاعكم عن رسولنا الكريم، حين ناشدتم كل عقلاء العالم أن يتصدوا لكل من يحاول الإساءة إلى الديانات السماوية، أو الأنبياء والرسل، مع تأكيدكم بأننا سنبقى ثابتين في الدفاع عن العقيدة، لا نتراجع عنه إلى يوم الدين؛ فهو - كما قلتم - الشرف والكرامة والإباء، وأن العزيمة والقوة تُستمدَّان من الحق في الدفاع عن شريعتنا وعن نبينا في وجه كل حاقد أو مبغض.
***
يا عبدالله..
أنت في مهجنا، وفي أحداق عيوننا، في القلب، وفي الوجدان، يحبك شعبك، ويلتف حول سياستك، ويدافع عن مواقفك، ويرى فيك ملكه الصالح المصلح، ويتطلع إلى المزيد من الإنجازات، وإلى الكثير من المشروعات، في عهد تميز بالصدق والشفافية والانفتاح وحرية الرأي، بما لا مجال فيه أمام مواطنيك إلا أن يكون هذا موقفهم في وطن الوحدة والكرامة والعدل واحترام الإنسان.
***
حفظك الله وولي عهدك الأمين وشعبك الوفيّ وهذا الوطن الغالي من كل سوء.
