|
الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
كشف مدير عام السجون اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي أن رجال السجون قد استطاعوا خلال العام المنصرم ضبط ممنوعات كانت في طريقها للنزلاء حيث تم ضبط 82 ألف ضبطية.
وأكد اللواء الحارثي في حديثه للجزيرة أن الإصلاحيات في المملكة تعمل جاهدة لضبط الأمن والنظام ومعالجة دخول الممنوعات حفاظاً على النزلاء وإبعادهم عن الأشرار موضحاً بأن العاملين في الإصلاحيات لديهم القدرة على كشف مثل هذه الأساليب التي ينتهجها ضعاف النفوس وخير دليل على ذلك هذه الإحصائيات مثمناً ما قام به الزملاء العاملون بالسجون لما يبذلونه من جهود يستحقون عليها الشكر والتقدير.
وأوضح اللواء الحارثي بأن تطوير السجون في المملكة يأخذ اهتمام القيادة وأن هناك خططا طويلة المدى تتمثل في بناء إصلاحيات نموذجية جديدة في كافة مناطق المملكة وهذا يدخل السجون في مرحلة الاستثمار من خلال إنشاء مدن صناعية وتقنية. وأبان اللواء الحارثي بأن مرحلة التطوير والتحديث سوف تشمل سجون النساء وبما يتناسب مع خصوصيتها. «نص الحوار»
ما هي إستراتيجية السجون في تطوير مرافقها وحل مشكلة التكدس في السجون؟
- نعمل على الدوام وفق خطط قصيرة المدى وبعيدة المدى، وهمنا الأول توفير البيئة المناسبة لتقديم عمل إصلاحي وتأهيلي يتناسب مع قدرات النزيل والنزيلة.
والخطط قصيرة المدى تتمثل في إنشاء مرافق داخل السجون الحالية وتطوير المرافق القائمة بحيث تكون مهيأة قدر الإمكان لتنفيذ برامج الإصلاح والتأهيل التي نقدمها.
أما الخطط طويلة المدى فهي كما أكدنا في أكثر من مناسبة تتمثل في بناء إصلاحيات نموذجية جديدة بفئات مختلفة وفي كافة مناطق المملكة، معتمدين على تصميم هندسي عالمي يمكننا من تقديم خدماتنا وبرامجنا على الوجه الأكمل بعون الله.
كيف تنظرون إلى تطوير سجون النساء؟
- السجون النسائية جزء لا يتجزأ من السجون كافة، وتطويرها يدخل ضمن الخطط التي ذكرت لك آنفاً، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية في برامج التدريب والتشغيل التي تتناسب وطبيعة المرأة.
الاستثمار في السجون من قبل الشركات، ما مدى تطبيقه؟
- هناك في عدد من المناطق مشاريع واستثمارات قائمة لعدد من الشركات والمصانع، ونحن نقدم لهم جميع ما يحتاجونه حسب المتفق عليه بيننا، ويقدمون عملاً جيداً يستفيد منه النزلاء كعاملين ويعود ذلك بالنفع على أصحاب الأعمال، الذين نجد منهم كل الشكر والرضا.
ولكننا لا نزال نطمح في تفاعل رجال الأعمال والاستفادة من هذه الخطوة الرائدة التي تقدمها وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للسجون.
وفي سبيل ذلك تم توقيع عقد مع هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية لبناء مدينة صناعية داخل سجن الحائر وتهيئتها لتكون جاهزة للاستثمار من قبل أصحاب الأعمال.
- كيف تنظرون إلى إتاحة الفرصة للنزلاء لإكمال تعليمهم؟
- نؤمن تماماً في المديرية العامة للسجون بأن التعليم من أهم برامج الإصلاح والتأهيل التي يمكن تقديمها للنزيل والنزيلة، ومن هذا المنطلق قمنا بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعلم العالي، وقطعنا خطوات كبيرة في هذا الجانب، ويوجد بالسجون ولله الحمد الآن فرصة لجميع السجناء لإكمال دراستهم من مرحلة صفوف محو الأمية وحتى الدراسات العليا، وقد تم مؤخراً التنسيق مع عدد من الجامعات السعودية لافتتاح فصول دراسية جامعية داخل السجون، وتم بحمد الله ذلك والطموح أكبر بإذن الله.
إلى ماذا توصلتم فيما يتعلق بالعقوبات البديلة؟
- تبلورت العقوبات البديلة في عدد من الندوات وورش العمل التي قمنا بها في وزارة الداخلية والسجون تحديداً، وحاولنا صياغتها بشكلٍ يقبل التطبيق، وتناولنا ذلك مع وزارة العدل التي بدورها قامت بإقامة ندوة تواجدنا خلالها بأطروحاتنا حيث صدر توجيه من مقام خادم الحرمين الشريفين بالبدء بالأخذ بمفاهيم العقوبات البديلة موجهاً لكل الجهات المعنية وزارة الداخلية، وزارة العدل، هيئة التحقيق والإدعاء العام وغيرها، ونلمس تجاوباً من بعض القضاة جزأهم الله خيراً ، ولكننا نطمح لتفعيلها بشكلٍ أكبر وفي نطاق أوسع.
ما هي إستراتيجيتكم لتطوير كفاءة العاملين بالسجون؟
- هذا الجانب والخاص بتطوير العاملين بالذات نوليه اهتماماً بالغاً، استشعاراً لواجبنا تجاه هذه الفئة، فعلى الصعيدين المحلي والدولي هناك دورات وبعثات وزيارات للسجون العالمية، والهدف هو تطوير قدرات العاملين وبالتالي تطوير آليات العمل داخل السجون، ونحن نجني ولله الحمد مؤخراً بداية نتاج هذا المشروع، وفي القادم بعون الله سنكون قد وصلنا لمستوى أداء مرتفع في هذا الشأن.
هل تمت معالجة دخول الممنوعات للسجون؟
- نسعى جاهدين لحفظ الأمن وضبط النظام داخل السجون، ولا أدل على ذلك من إحصائية أعداد ضبطيات الممنوعات للعام المنصرم 1432هـ التي فاقت اثنين وثمانين ألف ضبطية لعموم سجون المملكة، وهنا أتقدم لكل الزملاء العاملين بالسجون بالشكر والعرفان لما يبذلونه من جهود تستحق الشكر.
ماذا يعني لكم اليوم الوطني؟
- اليوم الوطني مناسبة عزيزة على كل فرد نشأ في هذا البلد الطاهر وعاش وترعرع بين جنباته، وبلا شك هو فرصة ذهبية لاستذكار إنجازات هذا الوطن المعطاء على كافة الأصعدة، لاسيما الأمنية بحكم انتمائنا إلى هذا الجانب الهام، الذي يعتبر أساس تنطلق منه النهضة في شتى مجالاتها، كما أنه يوم يدعونا لشكر الله على ما ننعم به من تطور متسارع، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، الذين نتقدم لهم بالشكر والتقدير والعرفان على ما يبذلونه في سبيل حفظ هذا الوطن واستقراره.