|
حائل - عبدالعزيز العيادة:
برامج ثقافية تتواصل، وعجلة بناء تعانق السماء، وطموح علمي لا حدود له في جامعة حائل والقادم أفضل.. هكذا عبَّر مسئولوها ونحن نواكب تغطيات الجزيرة لفعاليات أسبوع الكتاب الأول. فالبرامج الثقافية في مركز الأمير سلطان الحضاري وبعد صلاة العشاء أسهمت بحراك فكري وثقافي فاعل في المنطقة، وأجنحة المعرض تنادي العقول للاستنارة والبحث عن الجديد، ومشاريع المدينة الجامعية تسابق الزمن نحو إنجاز مشاريع نوعية تعانق السماء، وطلاب وطالبات وأساتذة الجامعة يواصلون رسالتهم التعليمية نحو مستقبل مشرق، وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع أن التطور الذي تعيشه المملكة بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وجده ماثلاً في عروس الشمال حائل من خلال الفارق التنظيمي المدهش الذي شهده بين هذه الزيارة له لحائل والزيارات السابقة. وقال: وجدت بصمات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وسمو نائبه والرجال الأوفياء للمنطقة ظاهرة، وهي تفتح آفاق التفاؤل بتطور أكبر بإذن الله. وقال لـ(الجزيرة): هنا الكرم في حائل غير، فنفحات حاتم الطائي السخية لازالت باقية في عروق هذه المدينة الرائعة وأهلها الكرام، مشيداً بجامعة حائل وبالقائمين على المعرض وفعالياته، وتحدث كثيراً عن الدكتور عبدالله الفوزان معتبراً إياه منافساً إعلامياً متميزاً بأسلوبه وقدرته على الإقناع.
أهمية إيجاد الحلول!!
وتواصلت فعاليات أسبوع الكتاب الأول بعد أن أبرز مشكلة ضعف الإقبال على القراءة في مجتمع غابت عنه فعاليات تحفيز القراءة لأكثر من ثلاثين عاماً، وهي المدة التي فصلت بين المحاولة الأولى السابقة لتنظيم معرض كتاب في المنطقة وهذه التجربة، وطالب عدد من المهتمين بالشأن الثقافي بالمنطقة أن تخصص جامعة حائل بحوثاً متخصصة لدراسة هذه المشكلة وإيجاد الحلول لها، وقالوا لا يمكن أن ندفن رؤوسنا بالرمال كالنعام وإنما لابد أن نواجه مشكلاتنا ونعيد صياغة المشهد بما يتفق مع ما نطمح إليه لمنطقتنا ولأبنائها، مؤكدين أن الجامعة بتنظيمها لهذا المعرض علقت الجرس ولابد من تضافر الجهود كافة في المنطقة وتكاتف المؤسسات الثقافية والأدبية والإدارات الحكومية ذات العلاقة مع الجامعة للنهوض بالمجتمع والتحفيز على القراءة، كما طالب البعض الآخر من منظمي المعرض بالسعي نحو تطوير آليات التنظيم بشكل أفضل خلال الفترة المتبقية وخلال النسخ التالية للمعرض، وتساءلوا عن سر غياب طلاب وطالبات الجامعة عن الأيام الأولى للمعرض وهم يقدرون عددياً بحوالي 37 ألف طالب وطالبة، متطرقين لحاجة الطلاب للكثير من الكتب التي كانت غائبة وليست موجودة في المنطقة ويحتاجونها في دراساتهم ومع هذا لم يكن إقبالهم كثيفاً في بداية المعرض رغم أن أجنحة المعرض وفرت هذه الكتب التي يحتاجونها في دراساتهم وبحوثهم، كما أكد عدد من زوار المعرض أهمية دعوة العديد من دور النشر الأخرى لتحقيق نجاح أكبر في النسخ القادمة.
وقد أكملت اللجان التنظيمية استعداداتها لإقامة ثالث الفعاليات الثقافية المصاحبة لأسبوع الكتاب الأول التي تقيمها جامعة حائل بمركز الأمير سلطان الحضاري.
انطلاق الفعاليات الثقافية
وكان معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم قد شهد انطلاقة الفعاليات الثقافية المصاحبة لأسبوع الكتاب الأول مساء أمس الأول الخميس في مركز الأمير سلطان الحضاري بمحاضرة بعنوان (الهيئات الإعلامية الجديدة.. مستقبل واعد)، ألقاها وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية والمتحدث الرسمي باسم الوزارة عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع.
وقد بدأت المحاضرة بكلمة لعميد شئون الطلاب بجامعة حائل الدكتور سعود النايف أكد خلالها أهمية المناشط الثقافية وأهمية دعم الجامعة للحراك الثقافي بالمنطقة ثم قدم نبذة تعريفية عن المحاضر. إثر ذلك قدم وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية عبدالرحمن الهزاع عرضاً للمراحل التاريخية لوزارة الإعلام وكيف بدأت وأهم المحطات التي مرت بها، ثم تحدث عن التغيرات الأساسية والنقلات النوعية في الإعلام السعودي مركزاً على مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- التي ألقاها في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى عام 1431هـ حين قال: (إنكم تعلمون جميعاً بأن الكلمة أشبه بحد السيف بل أشد وقعاً منه، لذلك فإني أهيب بالجميع أن يدركوا ذلك، فالكلمة إذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات والغمز واللمز وإطلاق الاتهامات جزافاً كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا). ثم تحدث الهزاع عن الخطوات التي قام بها معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والاهتمام برفعة ورقي الإعلام السعودي. وأبان الهزاع خطوات إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون وهيئة وكالة الأنباء السعودية وهيئة الإعلام المرئي والمسموع مجيباً على تساؤل طرحه: لماذا الهيئات؟
مستقبل واعد للإعلام
ثم قدم شرحاً لأهداف كل هيئة وأهم المهام والاختصاصات، مؤكداً أن لكل هيئة سيكون لها مجلس إدارة يرأسه معالي وزير الثقافة والإعلام ويضم ممثلي وزارة الداخلية ووزارة الخارجية ووزارة المالية ووزارة الثقافة والإعلام وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وعضوين من أصحاب الرأي والخبرة. ثم تحدث عن الموارد المالية ووسائل الدعم للهيئات مبيناً توجهات الهيئة العامة للتلفزيون والإذاعة وهيئة وكالة الأنباء السعودية والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في المجالات الإبداعية وفي مجالات التدريب والتطوير للكوادر السعودية وموضحاً جانباً من العقبات، ولكنه أبدى تفاؤله بالمستقبل وبقدرة الشباب السعودي على كسب الرهان وتحقيق المأمول من إنشاء تلك الهيئات مع مطالبته للجميع بعدم استعجال النتائج ومنح المشروع فرصته لكي يؤسس على أرضية صلبة تنطلق بالإعلام السعودي إلى فضاءات أرحب. ثم انطلقت بعد ذلك المداخلات والأسئلة من حضور المحاضرة والتي أجاب عليها الهزاع وأثراه بالطرح المفيد والشامل.
وبعد نهاية المحاضرة قام معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم بتكريم وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية عبدالرحمن الهزاع. حضر المحاضرة وكلاء جامعة حائل وجمع من المثقفين والإعلاميين وأساتذة جامعة حائل وطلابها.
****
نقاط من المحاضرة
* داخل المهندس مبارك السلامة مدير إدارة السياحة والآثار وطالب الاهتمام التوثيق اللامادي للتراث السعودي وأهمية العناية به.
* ركز الدكتور عبدالله طارش من أساتذة الجامعة ووكيل كلية التربية على أهمية تطوير مراكز التلفزيون في مناطق المملكة ووضع جدول تنتقل من خلاله البرامج إلى المناطق لإنتاج حلقات مباشرة من كل منطقة.
* أكد الدكتور عبدالله البطي وكيل جامعة حائل أن محاضرة الهزاع كانت متميزة وكشفت جوانب مهمة لمستقبل الإعلام السعودي.
* تساءل رئيس النادي الأدبي بحائل نايف المهيلب: أين موقع وقوف الإعلام السعودي وكيف يتعامل مع مختلف شرائح المجتمع ومع الطبقات السياسية والدينية وغيرها؟
* وعبر الدكتور عبدالله الفوزان مشرف كرسي جريدة الجزيرة المشرف على الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض الأول للكتاب بالمنطقة عن شكره للهزاع على تجاوبه مع الدعوة وإشادته بالقائمين على الفعاليات، مؤكداً أن النجاح الذي تحقق يعود للدعم الذي وجده من معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم الخليل.
*o غابت المداخلات النسائية رغم وضع اللجنة المنظمة مكاناً خاصاً بصالة مستقلة للنساء إلى جوار قاعة المحاضرات!