في يوم الأحد 22-10-1433هـ دقَّ الحزنُ على وفاة والدتي - رحمها الله- باب قلبي فأجبته بهذه الأبيات:-
قضاء الله لا يَثنِيه شيء
وعينُ الله يَقظى لا تنام
وحكم الله في الأكوان عدل
وحكمته تُحقق ما يُرام
وأرحام الليالي مُثقَلات
بها فرح وأتراح جِسام
لتسعد زينب ومَنَال تَشقى
ويولد طارق ويَمُت هشام
وأشباح المنايا ماثلات
وأيدي النائبات بِها حسام
ولِلموت قِطارٌ في فلاة
وقُضبان القطار هي العظام
فإن حُمّ القضاء فكن صبوراً
وراضٍ بالذي كتب السلام
وثَنِّ الحمد واسترجع يقينا
فهذا خير ما قال الأنام
وبعد السبت دقَّ الباب خَطبٌ
يقود عَنان بغلته الحِمام
رَمَى بالحقّ والدتي فَلبَّت
وما طاشت لِمرماه السهام
بكيناكِ بدمع العين حُزناً
ومن يبكيك بالدّم لا يُلام
وحُزنكِ قد بَنَى في القلب بيتاً
وبين جوانحي اشتعلت ضرام
ونَهر الحبّ جَفّ فلا شعاب
تُروّيه إذا انقشع الظلام
جزاكِ الله عنّا كل خير
وأمطر قبرك الغيث الرهام
أقلبك منزلي أم في فؤادي
نزلت فطاب يا أمي المقام
فقلبكِ جنة نأوي إليها
يسود لحب فيه والوئام
كؤوس الحب فيها مترعات
وعذب ماؤها وبها احترام
وينبوع العواطف منكِ ثرّ
وصافٍ لا يكدّره قتام
يجيش بها فؤادكِ صادقات
ويسمو من تتابعها الكلام
وكم صمتِ النوافل كاملات
وكم صليتِ والكسلى نيام
وكم واسيتِ من قلب مُعَنّى
فزال الهم وانقشع الظلام
وكم داويتِ من جُرحٍ عميق
فَلمَّ الجرح وارتفع السقام
إذا جنَّ الظلامُ الكونَ قامت
تُسبح ربّها نعم القيام
وتُنفق في سبيل الله سرا
ويُسعدها قيام أو صيام
يُعزّينا انقطاع الوحي عنا
وما قد قاله القوم الكرام
وأعمال لوالدتي وتقوى
وما قد قَدَّم الشيخُ الهمام
سأبكي والديَّ إلى مماتي
ويجري الدمع هتّان سجام
أَرَبّ ارحمهما قد ربياني
صغيراً قَضّ مضجعه الفطام
وفي الفردوس أنزلنا جميعا
جواركَ لا نُسام ولا نُضام
وصلّ على نبيك في رواح
وأخرى حينما يغدو الحَمام