كتب - سلطان المهوس:

«لم ترتفع آمالي بتحقيق أول ذهبية أولمبية سعودية مثل هذه الأيام»، بهذه العبارة بدأ الدكتور حافظ المدلج رئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم ونائب رئيس رابطة دوري المحترفين حديثه للجزيرة معلقاً على لفتة خادم الحرمين الشريفين بتكريم البطل السعودي ذي القدرات الخارقة «هاني النخلي» الذي حقق الميدالية الفضية لرمي القرص في الألعاب شبه الأولمبية - لندن.

«المدلج» أشار إلى أن لفتة خادم الحرمين الشريفين تعني له ولكل السعوديين الشيء الكثير والكثير جداً قائلاً: الآن يحق لنا أن نحلم بميدالية ذهبية في ريو دي جانيور 2016، لأن حصول الرياضي «البطل» على التكريم من «الملك» بنفسه، حيث يقتطع من وقته الثمين ليُكرّم الأبطال مادياً ومعنوياً بطريقة تعطي دلالة واضحة على أهمية الإنجاز للوطن قيادةً وشعباً، مما يعوّض للبطل كل جهد بذله في سبيل الوصول إلى الإنجاز، ويعطي دافعاً قوياً لكل من يملك القدرة على تحقيق إنجاز مماثل بمضاعفة الجهد ليحقق قمة الطموح في الحصول على التكريم من والد الجميع الذي سيكون تكريمه لمن يجلب الذهب فوق التصور، وأتمنى أن أشهد تلك اللحظة التاريخية لحصول الوطن على أول ذهبية أولمبية.

«المدلج» أوضح أن انعكاس التكريم الملكي الرائع مؤثر جداً إيجابياً لدى شريحة الشباب مضيفاً: إن تكريم الملك للأبطال غيّر من ثقافة الإنجاز الأولمبي عند المتلقي فجعلنا جميعاً نتابع نجوم الأولمبياد ونحفظ أسماءهم ونتابع أخبارهم، وكأن «أبو متعب» وسّع آفاق الجماهير الرياضية، فتغيَّر مفهوم المتابعة الرياضية الذي كان محصوراً على كرة القدم، حيث كان التصور أنها اللعبة الوحيدة التي تحظى بالمتابعة والتكريم، فالجماهير تنتظر نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لتتشرف بلقاء القائد في ليلة تخص الرياضة والرياضيين، ولكن «الملك» بلفتته الكريمة أعطى بُعداً آخر للرياضة الفردية والجماعية يؤكد أهمية الإنجاز الوطني في جميع الألعاب والمحافل، ويقيني أن الصغار قبل الكبار تزايدت آمالهم بتحقيق الذهب في الأولمبياد القادم.

وحول علاقة التكريم بتطلعات الشباب قال المدلج: بالتأكيد، فسقف التطلعات ارتفع كثيراً وأصبحنا نؤمن بأن المستحيل قابل للتحقيق في عهد «أبو متعب» - حفظه الله - تاجاً على رؤوسنا، ولذلك فإنني أثق بنقلة نوعية قادمة في بيئة كرة القدم السعودية، وقد طالبت مراراً بـ «مشروع الملك عبد الله لتطوير بيئة كرة القدم السعودية»، وسبق وضربت مثالاً بالتجربة الألمانية التي تمَّ من خلالها بناء 36 ملعباً خاصاً بكرة القدم بطاقة استيعابية تتراوح بين 15 - 60 ألف مقعد بقيمة إجمالية 2,7 مليار دولار (عشرة مليارات ريال)، وهناك تجارب مماثلة في إنجلترا وإسبانيا بالإضافة إلى التجربة القادمة في «قطر» لاستضافة كأس العالم 2022 وما يترتب على ذلك من إقامة ملاعب ومنشآت رياضية لاحتضان الحدث العالمي.. وبوجود الملك عبد الله أثق بقدرتنا على مسابقة الزمن وإنشاء ملاعب تُحاكي الأفضل بالعالم، وشبابنا اليوم تعوّد على حضور المباريات العالمية ومتابعتها بحيث لم يعد يقبل بأقل من المستوى العالمي لملاعب خاصة بكرة القدم، ستُشكّل حجر الزاوية في تطوير كرة القدم السعودية.

واختتم المدلج حديثه قائلاً: الملك عبد الله أرسل بلفتته الكريمة رسالة واضحة للجميع يقول فيها: إنني أهتم بالشباب وأقدّر منجزاتهم، وعليكم أن تعملوا وتنجزوا للحصول على المزيد من التكريم. تلك رسالة هامة تعني أن الكرة في ملعب صنّاع القرار الرياضي، وقد جاءت في الوقت المناسب حيث إن أمير الشباب نواف بن فيصل يحمل طموحات لا حدود لها وقد كانت قراراته الأخيرة بتجديد القيادات العليا في المنظومة الرياضية دليلاً واضحاً على العزيمة الصادقة لإحداث التغيير من أجل مستقبل أفضل للرياضة السعودية، ولذلك أتمنى أن نستثمر اللفتة الملكية الكريمة والتفاتة والد الشباب للشباب ونقدم له مشروعاً متكاملاً لتطوير الرياضة السعودية يبدأ من تطوير المنشآت والقيادات والكوادر الرياضية الشابة لتأسيس أرضية صلبة لبيئة رياضية مثالية تحقق أفضل النتائج في كل الرياضات، مع تحيزي الكبير لكرة القدم التي تحظى بالشعبية الأولى والتي أثق بأنها لن تحقق طموح المتلقي إلا بتغيير جذري في ملاعب كرة القدم، ليكون لدينا في كل مدينة سعودية تلعب فيها الأندية الممتازة ملاعب كرة قدم بدون مضمار على أعلى المواصفات والمقاييس العالمية، ولذلك أكرر النداء بتنفيذ: «مشروع الملك عبد الله لتطوير بيئة كرة القدم السعودية».