طرابلس - بنغازي - (رويترز):
سلم مئات الليبيين سلاحهم الذي تبقى لديهم من الحرب التي دارت العام الماضي, السبت وأمس الأحد في إطار حملة تسعى فيها ليبيا إلى التخلص من السلاح في شوارعها والتصدي للجماعات المسلحة المارقة. ومع مرور الوقت اليوم تحول جمع بسيط من الناس إلى طوابير طويلة في طرابلس وبنغازي في الشرق حيث نصبت خيام في ساحات رئيسية لمسؤولين عسكريين يجمعون أسلحة ومتفجرات وحتى راجمات القنابل الصاروخية. ووسط أجواء احتفالية كان نساء وأطفال يشاهدون بينما اصطف رجال لتسليم سلاحهم بينما تعزف موسيقات عسكرية وأغاني. وقال محمد سلامة الذي يقيم في طرابلس بينما يقف في صف في انتظار تسليم بندقيته «نريد لبلادنا أن تصبح آمنة وهادئة... لا نريد أن نرى السلاح مرة أخرى. «نريد أن نعيش حياتنا فقد ولى زمن الحرب».
ويجد قادة ليبيا الجدد صعوبة في فرض سيطرتهم على البلاد الغارقة في السلاح بينما يشعر كثير من الليبيين بعدم الرضا عن الميلشيات المسلحة التي تشكلت خلال الحرب لكنها ما زالت تجوب الشوارع وأحيانا ما تطبق القانون بنفسها. وخرجت احتجاجات في الشوارع في بنغازي الأسبوع الماضي لزيادة الضغط على السلطات كي تتصدى لمشكلة غياب الأمن بعد هجوم شهدته المدينة على القنصلية الأمريكية في 11 سبتمبر أيلول أسفر عن مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين. واتخذت السلطات الليبية منذ ذلك الحين نهجا مزدوجا متعهدة بتفكيك الميلشيات المارقة التي تعمل دون تصريح حكومي مع تقديم الدعم لعدد من الجماعات المسلحة القوية المرخص لها من الحكومة بالعمل بينما تعمل على دعم قواتها الأمنية. وفي بنغازي قال أحد المنظمين إنه تم تسجيل أسماء أكثر من 800 شخص جاءوا إلى نقطة التجميع. وفي طرابلس لم يعط مسؤول بالجيش رقما محددا ولكنه قال إن العدد فاق التوقعات بحضور نحو 200 شخص. وقال أحد المشاركين إنه حتى سمع أنه تم تسليم دبابة. وتشير هذه الأرقام إلى أن جزءا بسيطا من الأسلحة التي تسربت من ترسانة معمر القذافي سلم ولكن ينظر إلى هذه المبادرة على أنها خطوة للأمام في بلد ما زال كثيرون فيه يحتفظون بأسلحتهم مشيرين إلى وضع أمني محفوف بالخطر.