|
بقلم - رون أشكيناس:
نملك العديد من الفرص لتبرير زلات قدمنا في عالم الأعمال اليوم، كالتغيرات التكنولوجية السريعة، وصعوبة مواكبة المنافسين العالميين، وتقييد النظم الجديدة لقدرتنا على التحرك، والتقلبات الاقتصادية التي تحول دون التخطيط، من ضمن جملة أمور أخرى. فتحمّل المسؤولية بات أمراً صعباً في المناخ الحالي، وينطوي على تداعيات: إن أخذت المسؤولية على عاتقك، فعليك أيضاً أن تدفع الثمن.
ومن أكثر الحجج شيوعاً لتبرير نقص التقدم في المنظمات، عدم تقديم «الإدارة العليا» الوجهة الصائبة أو إيصالها الرسالة الصحيحة. إن هذا التبرير لمنطقي – فالمنظمات التراتبية تحذو حذو كبار مسؤوليها. ويحترم الناس السلطة المنصبية ويعطون ثقلاً أكبر لكل كلمة تصدر عن الجناح التنفيذي. لكن نادراً ما تكون تلك التراتبية دكتاتورية. وفي الواقع، يتسم العديد من الرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين التنفيذيين الذين جمعتني بهم علاقة عمل عبر السنوات، بالتواضع والإحباط أحياناً جراء افتقارهم إلى سلطة حقيقية.
والواقع أن أكثر المنظمات فعالية تلتزم بحوار دائم (وصريح إلى حد لا يقبله المنطق أحياناً) – بين الموظفين من كافة المستويات والمناصب وبين الزبائن والمزودين. ولكي تحقق المنظمات نجاحاً، يتوجب على عشرات ومئات وآلاف الناس الإجماع على أهداف مشتركة. ولا يتطلب ذلك أن يلتزم الجميع بأسلوب عمل متزمت، بل أن يتحملوا المسؤولية، ويعتبروا أنفسهم جزءاً من الحل على الميدان بدلاً من أن يكتفوا بالمراقبة عن بعد.
إذا أردت أن تكون جزءاً من منظمة ناجحة، فلا بد من أن تشارك في الحوار – أن تتقاسم وجهات نظرك، وتؤثر في الآخرين، وتحدث فرقاً. وإذا لا ينتابك شعور بأنك تستطيع المبادرة للقيام بذلك، فينبغي عليك التفكير إما بالعقبات التي تعيق طريقك، أو التغيرات التي يمكنك أن تضفيها على خطواتك. وفي حال لم تسعفك الظروف في التعبير عن رأيك وممارسة نفوذك، فاذهب إلى مكان آخر. لكن انتظار كبار المسؤولين أو الرؤساء التنفيذيين لتحسين الوضع لن يكون على الأرجح إستراتيجية فعالة للغاية.
(*) رون أشكناس هو شريك مدير في شركة «شافر كونسلتنغ»، وقد شارك في تأليف «برنامج التغيير في «جي إي»»، و»مؤسسة بلا حدود». أما كتابه الأخير فيحمل عنوان «فعال فحسب».
© Harvard business School publishing corp. Distributed by the new york times syndicate.