|
الجزيرة - الرياض:
نشرت صحيفة الجزيرة في عددها الصادر يوم الاثنين 15 ذي القعدة 1433هـ تغطية موسَّعة عن المحاضرة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، عن مؤسس منهج الاعتدال السعودي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وجاء فيها أن الأمير سلمان قال: «من لديه شكوى فليتقدم إلينا حتى ولو كانت موجهة إلى أولادي أو أحفادي». والصحيح أن هذا النص هو من كلام الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وقد نقله عنه الأمير سلمان - حفظه الله - في محاضرته التي ألقاها بالجامعة، وقد اجتهد الزملاء في مكتب صحيفة الجزيرة بجدة، ونسبوا هذا الكلام في أحد عناوين التغطية لسمو الأمير سلمان بالخطأ، والصحيح أن سموه نقل هذا الكلام عن الملك عبدالعزيز. يقول سموه نقلاً عن المؤسس: «على كل فرد من رعيتنا يحس أن ظلماً وقع عليه أن يتقدم إلينا بالشكوى.. وعلى كل من يتقدم بالشكوى أن يبعث بها بطريق البرق، أو البريد المجاني على نفقتنا.. وعلى كل موظف بالبريد أو البرق أن يتقبل الشكاوى من رعيتنا ولو كانت موجهة ضد أولادي وأحفادي وأهل بيتي. وليعلم كل موظف يحاول أن يثني أحد أفراد الرعية عن تقديم شكواه مهما كانت قيمتها، أو حاول التأثير عليه ليخفف لهجتها، أننا سنوقع عليه العقاب الشديد. لا أريد في حياتي أن أسمع عن مظلوم، ولا أريد أن يحملني الله وزر أو ظلم أحد، أو عدم نجدة مظلوم، أو استخلاص حق مهضوم، ألا قد بلغت، اللهم فاشهد».
ومما تجدر الإشارة إليه أن منهج الاعتدال الذي أسسه جلالة الملك المغفور له بإذن الله تعالى عبدالعزيز بن عبدالرحمن، والذي اعتمد في تأسيسه على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - شجرة مباركة زرعها - غفر الله له - وما زلنا نقطف ثمارها اليانعة حتى اليوم، وسيظل أبناء هذا الوطن يقطفون ثمارها مستقبلاً؛ فمنهج الاعتدال الذي أسسه الملك عبدالعزيز منهج واسع وثري، يستحق أن تؤلَّف فيه العديد من الكتب والمجلدات؛ بما يحويه من فكر متجدد وثاب قائم في أصوله ومبادئه على العدل والمساواة بين الناس في جميع شؤون الحياة. ولعل التئام الناس من مختلف أجزاء المملكة على راية التوحيد، وإجماعهم على كلمة الملك عبدالعزيز، خير شاهد على صلاح هذا المنهج. وبفضل الله أن أبناء الملك عبدالعزيز البررة قد ساروا على هذا المنهج من بعده؛ فالملوك سعود وفيصل وخالد وفهد طبَّقوا قواعد هذا المنهج العادل حتى هذا العصر الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، الذي وصلت المملكة بفضل قيادته الحكيمة إلى مصاف الدول المتقدمة؛ فصدور ولاة الأمر مفتوحة قبل أبوابهم.
ويقول سمو الأمير سلمان في تعليقه على إحدى مداخلات الحضور: «أقولها باسم سيدي خادم الحرمين الشريفين وباسم هذه البلاد: كل منكم إن رأى شيئاً يخالف مصلحة هذا الوطن أو المواطن فعليه أن يتقدَّم به، ونحن - والحمد لله - مجالسنا مفتوحة، وهذه نعمة علينا، إما يكون على حق فنستفيد مما يقوله.. وإما يكون فهمه غلطاً أو غير صحيح الذي في باله ونبلغه به».
الجدير ذكره أن المحاضرة التي ألقاها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز حظيت بمتابعة وحضور منقطع النظير من قِبل الأكاديميين والمثقفين من داخل المملكة وخارجها، والتي التزم فيها سموه بالوقت المحدد للمحاضرة، وكذلك تفضله بالإجابة عن أسئلة واستفسارات الحضور حولها، وإلا فسمو الأمير سلمان لديه الكثير من الجوانب المفيدة عن منهج الاعتدال عند الملك عبدالعزيز، وعن تفاصيل حياته - رحمه الله -، ولا أدل على ذلك من تلك المحاضرات القيمة التي سبق أن ألقاها سموه الكريم في جامعة الملك سعود بالرياض والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
هذا، وتعتذر صحيفة (الجزيرة) لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وللقارئ عن هذا الخطأ غير المقصود، الذي وقع بسبب اجتهاد الزملاء بمكتب صحيفة الجزيرة بجدة؛ لذا لزم التنويه والاعتذار.