في المجتمع فئة من الناس مصابون بمرض المظهر، من أهم غاياتهم أن يكون مظهرهم دالا على ثراء وبسطة وإن كان ذلك غطاء لحاجة وفقر شديدين.
إن نظافة المسلم وعنايته بشكله وهندامه مما يأمر به الدين، فالله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده، وهذا يتحقق حتى مع الفقر دون مبالغة فالثوب النظيف والمظهر الظريف لا يقتصران على الأثرياء من الناس لأنهما حالتان متعلقتان بطبيعة الإنسان النظيفة، فكم من غني رث الهيئة وسخ الملابس وكم من فقير حسن الهيئة نظيف الملابس.
وإنما تكمن المشكلة في تظاهر بعض الفقراء بالغنى أمام الآخرين تظاهرا مبالغا فيه قائما على الاقتراض والاستدانة المستمرة حتى يزداد إيغالا في دروب الديون المظلمة التي ترهقه وترهق كاهله.
كان في المجلس يتحدث عن قلمه الغالي وساعته الثمينة وسيارته الفخمة ورحلاته المترفة ثم تبين لي أنه مطالب بقضاء ديون باهظة استدانها للمظاهر ولم يسددها إهمالا ومماطلة.
هذه النفخة الكاذبة تدخل في باب الكذب والتدليس من جانب، وباب الإصرار على مماطلة الناس في أداء حقوقهم من جانب آخر وكفى بهذين الجانبين إثما عظيما.
إن إثم المتشبع بما ليس لديه عظيم لأنه يقيم حياته وحياة أسرته على الزيف والكذب والتدليس وهذه من الآفات التي تفتك بقيم المجتمعات البشرية.
إشارة..
الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة