لو أن مبتكري فكرة معرض النقل المدرسي وفّروا جهودهم، وقاموا بزيارة الدول الرائدة في هذا المجال، بهدف (نقل) تجاربهم إلى المملكة، لكان أفضل وأوفر وأجدى.
إن نشر حصيلة الوفيات في حافلات النقل المدرسي (أعتذر لقاموس اللغة العربية، لاستخدامي مفردة حافلات، لأنها في الحقيقة، أبعد ما تكون عن هذا المسمى) سيجعلنا نؤمن أننا بحاجة ماسة للوصول إلى حل سريع جداً لإنقاذ الأرواح البريئة التي لم نفقدها بعد على الطرق الطويلة المرعبة، التي هي الماركة المسجلة لوزارة التربية بالشراكة الإستراتيجية مع وزارة النقل. وسوف لن يكون هناك من حل لهذه المأساة، سوى استنساخ حافلات الغير، ما دمنا غير قادرين على استنساخ عقولهم ونشاطاتهم!!
إن زيارة سريعة لأقرب دولة لنا، ستجعلك تشعر بأننا في ورطة حقيقية مع المواصلات، ولا تقولوا لي أن السعودية شبه قارة، تعبنا وسأمنا من هذا الكلام. القضية ليست هكذا. القضية أن هناك من يعمل على طريقة «فكّنا من هالمعاملة»! وهذه الطريقة التي تشبه طريقة لاعبي المنتخب عندما يندقّون بأربعة فما فوق، لا يمكن أن تحل مشكلة عويصة، مثل مشكلة حافلات النقل المدرسي. لن يحلها سوى قرار صارم، يمنع أية حافلة من العمل في هذا المجال، إلا إذا كانت مثل حافلات ماليزيا، على الأقل!