المؤتمر الصحفي هي المناسبة التي يقوم خلالها، صاحب الخبر، بتوجيه دعوة إلى الصحفيين ليستمعوا إلى ما يريد قوله، وفي الغالب تسنح الفرصة للصحفيين بتوجيه أسئلة للمتحدث والحصول على إجابة وتوضيحات بشأن الخبر المعلن عنه؛ على عكس التصريح المقروء،

من مصدر مسئول، ويقصد منه النشر والإعلام. ولقد، رأينا المهارة الفائقة من صاحب السمو الملكي وزير الخارجية السعودي؛ الأمير سعود الفيصل، في إدارة المؤتمرات الصحفية، متمثلة في إجاباته المحسوبة، على استفسارات الصحفيين المحليين والدوليين، استطاع بواسطتها، أن يجعل الدبلوماسية السعودية تتسم بالشفافية ووضوح الأهداف الاستراتيجية.. كما تعتبر وزارة الداخلية السعودية؛ رائدة في المؤتمرات الصحفية؛ حيث تم تعيين متحدث رسمي للوزارة، يقوم وبصفة دورية، تقديم مؤتمرات صحفية عن ضربات الاستباق التي يحققها الأمن السعودي ضد الإرهابيين والمهرّبين؛ ويتم خلالها، الإجابة على استفسارات الصحفيين بكل شفافية؛ .. والمؤتمرات الصحفية، عندما تتكرّر، كفيلة بأن تساهم في تشكيل الرؤى حول مختلف المواضيع، من خلال عرض الحقائق وكشف الشبهات.. ومن تلك الشبهات، ما تناقل، مؤخراً عبر وسائل الإعلام، عن ولادة عدد من الجماعات الإسلامية المختلفة، في بلدان الربيع العربي، ووسط أفريقيا، وأماكن أخرى..؛ كل منها يدّعي السلفية؛ وكل منها يدّعي؛ أنّ منهجه صحيح ويستند إلى مسوغات من أقوال السّلف؛ وعلى سبيل المثال؛ جاء في إحدى الفضائيات، عن جماعة في ليبيا تدّعي أنّ منهجها يستند إلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية (لا يستقيم أمر هذه الأمة إلاّ بالقرآن، وسيف يحميه).. كما لمسنا شهوة الإعلام الجامحة، نحو إلصاق شبهة الإرهاب بالإسلام، من خلال الانتقائية في رد الفعل عند المسلمين؛ نتيجة نشر الإساءة، للرسول صلى الله عليه وسلم؛ فهناك فئة قليلة من المسلمين؛ اختارت أن تعبّر عن مشاعرها، بانتهاكات مدنية وارتكاب جرائم في حق الآخرين؛ بينما الفئة الكثيرة من المسلمين، جعلت تستنكر؛ أفعال الفئة القليلة.. ورأينا، كيف استطاع الإعلام، أن يختار الوقت المناسب، ليخرج غضب المسلمين على أمريكا وفرنسا باستفزاز من إعلام أمريكا وفرنسا.. أو بعبارة أخرى؛ استعمال الإعلام لصناعة الإعلام؛ بهدف تكريس فكرة (الإرهاب الإسلامي) مع سبق الإصرار.

الخلاصة:

أصبحت وسائل الإعلام الحديث، بسرعة فائقة، تتناقل الخبر بالصوت والصورة والتحليل والتأويل والمونتاج الإعلامي المحترف، لذا؛ أصبحت الضرورة تقتضي من المجتمع الإسلامي، الاستفادة من تجربة المجتمع الغربي؛ بالمبادرة إلى عقد المؤتمرات الصحفية في التوقيت الصحيح؛ ومنح الصحفيين وممثلي الإعلام المحلي والدولي؛ الفرصة لطرح التساؤلات، على المتحدث في المؤتمر؛ أو بعبارة أخرى؛ استعمال الإعلام لتوصيل الرسالة إلى الإعلام؛ والذي بدوره سيوصلها إلى الجمهور؛ عندها سيتناقل الإعلام وقائع المؤتمر؛ معبّراً عن الشعور الإسلامي الصادق؛ ومصوّراً الإسلام المعتدل الرافض للإرهاب وانتماءات أصحاب الفكر المنحرف.. ولكن تظل، الفائدة المستهدفة من هذه المؤتمرات الصحفية؛ هو تشكيل معيار فكري واحد، بين أفراد المجتمع المسلم.. عندها، يصبح هناك انتباه سائد بين عامة الجمهور؛ من خطر الوقوع فريسة لشبهات الإعلام المغرض.