تكررت الجرائم التي ارتكبت بحق الأطفال من قبل العاملات المنزليات وكثرتها تدفع إلى تساؤلات عديدة، ولكن قبل ذلك أتوجه شخصيّا لذوي الطفلة تالا الشهري بالعزاء، وكذلك لذوي المتوفى عبدالرحمن قنديل وابنته فرح اللذين توفيا إثر حادث تسبب به والد الطفلة تالا عقب سماعه بخبر مقتل ابنته، وأسأل الله أن يرحم الموتى ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.
وأعود إلى هذه الحادثة فأتذكر حوادث أخرى مماثلة ومختلفة وقعت في مدن أخرى من المملكة ومن جنسيات متعددة من العاملات المنزليات جميعها كانت جريمة القتل هي محورها وإن كانت هناك جرائم أخرى ليس هنا مجال نقاشها حالياً، والعجيب أنني لم أسمع عن دراسة علمية دقيقة تتبعت هذا الموضوع يتم من خلالها معرفة جنسيات العاملات، وأماكن وقوع الجرائم، ووضع الأسر التي وقع عليها هذا الأمر الجلل، ثم الدوافع والأسباب وراء ذلك، والوضع النفسي والعقلي للعاملة التي أقدمت على مثل هذا الجرم، والبيئة التي نشأت فيها، كل هذه الأمور يفترض أن تجعل في الحسبان عندما يفكر الإنسان أو أي جهة في الإقدام على دراسة الموضوع دراسة علمية دقيقة، ومن المهم هنا أيضا أن تتعاون الجهات الرسمية ذات العلاقة بالموضوع بتقديم المعلومات التي لديها للباحثين، فإن نرى مثل هذه الجرائم ثم ينتهي الأمر بنا إلى مجرد مجموعة مقالات في الصحف أو أخبار صحفية أو يتم تناقلها في مواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي فإنه لا يقدم لنا حلاً ولا يعرفنا بالدوافع والكوامن وراء مثل هذه الجرائم الكبيرة.
هنا أنتظر أن تتقدم جامعة من جامعاتنا إلى دراسة هذا الموضوع وهو موضوع حيوي تفاعلي يسهم في خدمة المجتمع بأكمله ودراسته أفضل بكثير من الخوض في دراسات نظرية لا تفيد المجتمع ولا تعين على حل مشاكله.