تتواتر المعلومات التي تخرج من سورية عن تزايد التدخل الأجنبي في الأوضاع الداخلية، وأن دولاً أجنبية وقوى إقليمية من ميليشيات طائفية وأحزاب لها أفرع عسكرية أصبح وجودها ظاهراً وملموساً لا يمكن إخفاؤه.
محطة «العربية» الفضائية تواصل نشر وثائق تقول أنها حصلت عليها من المعارضة السورية، تكشف عن أن سورية تدار الآن من قبل «قيادة مشتركة» مكونة من مسؤولين وضباط كبار من روسيا وإيران، إضافة إلى سورية.. وأن تلك اللجنة هي التي توجه المعارك وترسم الخطط؛ وحسب ما ذكرته المحطة وفقاً للوثائق بأن اللجان المشتركة تلك تتواجد في دمشق، وبالتحديد بالقصر الجمهوري، ولها فرعان: واحد في طهران وآخر في موسكو.
وجود «اللجنة المشتركة» لم تؤكده مصادر أخرى غير ما بثته العربية من خلال الوثائق التي حصلت عليها من المعارضة، انتظاراً أن يؤكد ذلك مصدر محايد، أو يؤكده مقتل «جنرال» أو مسؤول كبير من إيران أو روسيا على الأراضي السورية، مثلما حصل يوم الأحد، عندما كشف عن مقتل اللبناني محمد حسين الحاج ناصيف «أبوعباس»، الذي قتل بعد كمين نصبه له مقاتلين من الجيش السوري الحر في الأراضي السورية.
أبو عباس يعد أحد الكوادر القيادية لحزب نصر الله، فهو القائد التنظيمي لعمليات الحزب في الداخل السوري ويعمل على تنسيق العلاقة مع الأجهزة الأمنية والعسكرية والشبيحة التابعة لنظام بشار الأسد.
ويذكر موقع «العربية» أن «أبوعباس» عرف بأنه من أشرس مسؤولي حزب نصر الله العسكريين ويشتهر ببطشه وجبروته، وهو يثير الرعب والخوف لكل من حوله داخل التنظيم العسكري للحزب.. وقد التحق بصفوف الحرس الثوري الإيراني منذ أن بدأ الحرس العمل في لبنان في أواسط الثمانينيات، حيث تدرب على أيديهم في معسكرات البقاع.
وقد كلف أبو عباس من قبل حسن نصر الله بأن يدير نقل عناصر الحزب إلى داخل سورية ويدير عملياته لقمع ومواجهة الثوار السوريين وقتال الجيش السوري الحر.. وعلى هذا الأساس فإنه قام بتنظيم وحدة المشاة لحزب نصر الله والتي تقاتل في سورية، وهو لا يستقر في مكان واحد خصوصاً في سورية وعمل بشكل دائم على التنقل وعدم قضاء وقت طويل في الداخل السوري لضرورات أمنه الخاص بوصفه مسؤولاً رفيع المستوى في حزب نصر الله. ومع هذا رصد المتابعون للشأن السوري انتقال العديد من المسؤولين العسكريين من حزب نصر الله إلى الداخل السوري لإدارة المعارك ضد الجيش السوري الحر والقيام بعمليات ضد الأهالي لإرهابهم ومنعهم من التظاهر ضد نظام بشار الأسد، ويؤكد الكثير من الباحثين والذين يتابعون نشاط حزب نصر الله في لبنان أن العمليات العسكرية لهذا الحزب اللبناني قد نقلت إلى الداخل السوري لدعم نظام بشار الأسد بعد توقف عمليات الحزب في جنوب لبنان عقب صدور القرار 1701.
أبو عباس دفن يوم الاثنين وسط تكتم وسرية بالغة حول مكان مقتله، إلا أنه تسربت معلومات حول الكمين الذي تسبب في مقتل «أبو عباس» وعدد آخر من عناصر الحزب من آل مصطفى وآل نصيف وآل سماحة جعل إخفاء الخبر صعباً، وهو ما يؤكد تورط حزب نصر الله في المعارك في سورية، وهو ما سوف تكشفه إحدى عمليات «صيد»، وترصد الخبراء الأجانب في سورية من إيرانيين وغيرهم.
jaser@al-jazirah.com.sa