|
الجزيرة - المحليات:
كشفت دراسة علمية حديثة حول تعليقات القراء في الصحف الإلكترونية السعودية أن المحاذير الشرعية تأتي في مقدمة المشاركات المحظورة في تعليقات القراء البالغة نسبتها 15 في المائة من إجمالي تعليقات القراء يومياً، كما أوضحت الدراسة أن يوم السبت ويوم الاثنين يحتلان مقدمة الأيام الأكثر مشاركة في التعليق بالصحف الإلكترونية، كما بينت النتائج أن الإناث يشاركن في مهمة معالجة تعليقات القراء، وهذا يعني فتح فرصة لعمل المرأة في الصحف الإلكترونية، وكشفت النتائج أن أكثر المشاركين بالتعليقات هم من المنطقة الوسطى ثم المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية.
وتناولت الدراسة الميدانية، التي أعدها الباحث ناصر بن علي الشهري بعنوان «معالجة حارس البوابة لتعليقات القراء في الصحف الإلكترونية السعودية»، ونال عليها درجة الماجستير في الإعلام تخصص صحافة ونشر إلكتروني، من جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، وأشرف عليها الأمير الدكتور سعد بن سعود آل سعود، طبيعة علاقة القائم بالاتصال من العاملين بالصحف الإلكترونية السعودية مع جمهور القراء، وذلك من واقع معالجتهم تعليقات القراء على المواد الصحفية المنشورة في الصحف الإلكترونية والتعرف على آليات وطريقة عملهم، وفق أطر مفهوم نظرية حارس البوابة، والسعي إلى الوصول إلى نتائج تخدم تطوير وظيفة القائم بالاتصال في معالجة تعليقات القراء في ضوء التطورات التي تشهدها البيئة الاتصالية الحديثة في المؤسسات الإعلامية الصحفية في المملكة العربية السعودية.
وتناولت الدراسة في جانبها النظري مفهوم الصحافة الإلكترونية وتطبيقاتها الحديثة، ومفهوم الاتصال التفاعلي وتطبيقاته، ونظرية حارس البوابة واستخداماتها في الصحافة، والاتصال التفاعلي في الصحافة الإلكترونية السعودية.
وقد استقصى الباحث في الجانب الميداني من الدراسة آراء القائمين بالاتصال من العاملين في الصحف الإلكترونية المحلية، وعددها 8 صحف سعودية، تمثلت من خلال مجموعة من المعنيين بمراجعة ومعالجة تعليقات القراء. وأظهرت الدراسة أن الأوقات الأكثر دخولاً للمشاركة في التعليقات هي الفترة الصباحية ما بين 6 و12 ظهراً، وهذا يتطلب مزيداً من الاهتمام من جانب الصحف، وتوفير عدد أكبر من العاملين وخطط عمل مناسبة لمعالجة العدد الكبير من تعليقات القراء، والتعامل معها في وقت معقول. كما أوضحت النتائج أن عدد التعليقات الواردة إلى الصحيفة خلال 24 ساعة أكثر من 201 تعليق، وأن متوسط التعليقات المحظورة من النشر يومياً أكثر من 30 تعليقاً، أي بنسبة 15 % تقريباً؛ ما يعكس التزام أغلبية المعلقين بقوانين وضوابط إدارة الصحف الإلكترونية.
وبيّنت النتائج أن توزيع الفترة الزمنية التي يستغرقها التعليق حتى يتم اعتماده للنشر هو من نصف ساعة إلى ساعتين، وهذا الوقت طويل نسبياً، ويؤثر في التفاعلية داخل الموقع. كما أكدت النتائج أن القائمين بالاتصال ليس لديهم القدرة على معالجة تعليقات القراء وإضافتها من خارج مقر العمل، وهذا يعطي مؤشراً إلى وجود عمل مؤسسي ملزم داخل الصحف الإلكترونية. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن المشكلات الإدارية من أهم العوائق والسلبيات التي تعيق أداء القائم بالاتصال لوظيفته بشكل جيد، ثم المشكلات الفنية.
وتوصلت الدراسة إلى أن السعودية وتليها دول الخليج هي أكثر الدول مشاركة بالتعليق في الصحف الإلكترونية، وتشير نتائج الدراسة إلى أن المنطقة الوسطى هي الأكثر مشاركة في التعليقات، وتليها المنطقة الغربية. ويرى الباحث أن هذا منطقي؛ حيث الكثافة السكانية العالية وانتشار نسبة التعليم في هذه المناطق.
واتضح من الدراسة أن النشاط الرياضي هو الأكثر مشاركة بالتعليق محتلاً المرتبة الأولى، بما يعكس أن معظم المشاركين في التعليق من الشباب المهتمين بمواضيع الرياضة.
وجاءت أعلى نسبة حظر على التعليقات لأسباب محاذير شرعية، إما أن يكون تشويهاً لشعيرة إسلامية، أو التعدي على المؤسسات الدينية. ويرى الباحث أنه يجب وضع القوانين والآليات اللازمة لضبط التعليقات، وإخضاع من يتجاوزها للعقاب.
وقدّم الباحث ناصر الشهري توصيات عدة في خاتمة الدراسة، من أبرزها التقصي عن المعوقات الإدارية والتقنية التي تحد من أداء القائم بالاتصال (حارس البوابة) لوظيفته الخاصة بمعالجة تعليقات القراء في الصحف الإلكترونية، ووضع الحلول المناسبة لها، كذلك تحقيق مبدأ الرضا الوظيفي للقائم بالاتصال في المواقع الصحفية الإلكترونية من النواحي المادية والفنية، وكذلك تهيئة ظروف العمل المناسبة، وتنظيم زيارات لمؤسسات إعلامية عالمية لها مكانتها المتقدمة في هذا المضمار لاكتساب الخبرة وتطوير المهارات لديهم. وأوصى الباحث بإجراء تقويم دوري لواقع أداء القائم بالاتصال (حارس البوابة) في إطار وظيفته الخاصة بمعالجة تعليقات القراء في الصحف الإلكترونية، وإيجاد الطرق والحلول المناسبة لتلافي السلبيات، وتطوير وتحسين الإيجابيات.
وشدّد الباحث على الحرص من قِبل المؤسسات الإعلامية على تحقيق عنصر التفاعلية في المواقع الصحفية الإلكترونية والسعي لتطويره بشكل دوري يواكب مستجدات التقنية. والسرعة في إضافة التعليقات، والرد أحياناً على استفسارات القراء والعناية بالرد السريع.