نشرت جريدة عكاظ صورة لمدير جامعة من جامعات المنطقة الجنوبية، وهو يلتقي في مكتبه بثلاثة أشخاص من هيئة شبابية. ولقد أدهشتني فخامة المكتب، دهشةً جعلتني أفكر، بأنه ربما قابل الوفد في الإمارة، أو أنّ الصورة قد تكون مركّبة! لكنني حينما دققت، تبيّن لي أنّ الصورة حقيقية، وأنها ليست في الإمارة!
فخامة البيوت والمكاتب، ليست تقليداً عربياً. إنها ظاهرة مستوردة من عصور الإمبراطوريات الأوربية القديمة. واليوم، صارت تلك الفخامة من التراث، يتفرّج عليها السيّاح. وما عليك إلاّ أن تزور مكتب رئيس تنفيذي لشركة كبرى، لترى تواضع مكتبه. أما النمط الأمريكي، فهو أكثر تواضعاً، لأنه لم يمر أصلاً بمرحلة الفخامة الإمبراطورية.
ما الذي يهمنا في مكتب مدير الجامعة؟! هل هي الستائر وأطقم الكنبات والتحف والمساحات المبالغ فيها والقهوجية؟! هل هذا ما سيُدهش مدير الجامعة النرويجي أو الألماني، حينما يزور جامعتنا؟! أين الاهتمام بالمنجزات العلمية والتعليمية؟! أين تسخير طاقات الإدارة لخدمة الطلبة والطالبات، في قاعات محاضراتهم ومقار سكنهم؟! أين برامج تطوير المناهج، أين برامج رعاية المواهب، أين برامج الترفيه؟!
سيكون على مديري الجامعات أن يهتموا بالطلبة والطالبات وبمستقبلهم، بنفس اهتمامهم بفخامة مكاتبهم!