سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة -وفَّقه الله-

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:

نتمنى أن تكونوا بأتم صحة وحال، قرأت في صحيفتكم بتاريخ 8-9-2012م متابعة حول إلزام مديرات المدارس للطالبات بلبس (عباءة الرأس) وأن هذا يُعدُّ تشددًا وتطرفًا وتكررت هذه المفردات كثيرًا في المتابعة، ووصف الطرف الثاني بالوسطيَّة والسماحة، ومن وجهة نظري فإنَّ تلك المتابعة تنقصها أمورٌ موضوعيَّةٌ فيمن يريد الاستقلاليَّة في دراسة الأحوال الاجتماعيَّة والتربويَّة منها:

1 - تهميش الطرف الأول وهو من يَرَى ضرورة لبس عباءة الرأس وأنها هي التي يتحقق بها الستر أكثر من غيرها، ووصف هذه الفئة بالتشدد والتطرف، مع عدم وجود أي مقابلة أو مكاتبة لِمَنْ تمثّل هذه الفئة أو هذا التوجه، وهذا في الدراسات الميدانيَّة يُعدُّ انحيازًا وعدم مصداقيَّة، فإذا زيد على ذلك بوصف تلك الفئة بالتسلّط والقفز على الأنظمة أصبح الأمر ضِغثًا على إبّالة! وأصبحت الدعوة لسماع الرأي الآخر حبرًا على ورق لا أكثر.

2 - لا يخفى على من قامت بالمتابعة علاقة الرأي الشرعي بالموضوع ولم أرَ أي استفتاء في المتابعة أو نقل للفتاوى الرسميَّة التي يفترض أن تكون هي المعول في أجنحتنا النظاميَّة، والفتاوى متكاثرة في النص على أن أي مظهر للزينة في العباءة يخرجها من كونها عباءة شرعيَّة لقول الله: {غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} وللمنصف مراجعة الفتاوى في ذلك.

3 - المدارسُ محضنٌ تربويٌّ خصبٌ للتربيَّة والتَّعليم، ومعنى هذا ألا تنجرف هذه المؤسسة لما يريده المجتمع إذا كان خطأ أو مخالفًا للصواتب بنظرها، وسوط المزايدة على آثار (وهميَّة) ينبغي أن يُربأ به عند محاولة الإصلاح الاجتماعي والتربوي، والأصل أن تصحح هذه المحاضن الأخطاء الواقعة في المجتمع لا أن تبررها وتدعو إليها.

- عاصم بن سليمان العودة