نتحدث دائماً عن التطوير والتغيير، وعن أسباب التراجع المخيف في الرياضات السعودية، دون أن يستقر بنا الحال على مجموعة عوامل نستطيع من خلالها أن نتحرك في الاتجاه السليم؛ حتى نتمكن من تحديد أهدافنا والإستراتيجيات التي تتطلبها المرحلة الحالية وفق أسس واضحة هدفها الأساسي صناعة جيل رياضي متفوق على كافة الأصعدة الفنية منها والسلوكية؛ لهذا كان من المفترض أن نسير وفق منهج واضح يسوده روح الصف الواحد، لا أن نترك الأحداث المتتالية في رياضتنا تفرز وعبر مختلف القنوات الإعلامية بعض الإفرازات التي لا تليق بمجتمع أنعم الله عليه بوحدة الصف والحب والولاء لهذا الوطن الغالي.
يصعب على أي مهتم بالشأن الرياضي أن يرى كل تلك الأحداث على مستوى النتائج أو حتى على مستوى الاهتمام بالبنية التحتية لرياضة هذا الوطن وهي تدور إشكاليتها حول رجل واحد وتحميله تبعات كل ما يحدث، على الرغم من حداثة عهده بهذا المنصب الشاق الذي يحتاج إلى الصبر وحسن التصرف مع كل الأحداث والمتغيرات من حوله بشكل يدعم موقفه كمسؤول أول عن هذا القطاع المهم والحيوي في مملكتنا الغالية.
تتواصل الاتهامات الموجهة للرئاسة العامة لرعاية الشباب عن بعض القضايا الرياضية، ولعل من أبرزها النقد الذي صاحب إنشاء بعض المقار الرياضية لبعض الأندية واعتماد إنشائها من قبل وزارة المالية في وقت سابق، لكنها لم تنفذ على أرض الواقع؛ فلم يكن النقد في هذه الجزئية منطقياً البتة، على الرغم من بُعدي عن الأرقام والميزانيات المعتمدة من قبل وزارة المالية إلا أني اعتمدت على المنطق وبعض المعلومات في طرح هذا الرأي الذي قد يعتبره البعض دفاعاً عن الرجل الأول في الرياضة السعودية - لغرض ما في نفس يعقوب، لا سمح الله - إذ ليس من المعقول أن تخصص وزارة المالية بالاتفاق مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب مبالغ واضحة ومعلومة لدى المالية والرئاسة وتحظى بمتابعة من الجهات الرقابية لإنشاء مقار رياضية لبعض الأندية ويتوقف العمل فيها لأسباب واضحة ولا تحتاج للتأويل والخروج بها عن المسار المألوف لمجتمع مسلم بني في الأساس على حسن الظن المستمد من الشريعة الإسلامية السمحاء، ولو أمعن هؤلاء النظر قليلاً وتركوا لعقولهم مساحة ضئيلة من التفكير لوجدوا أن الأمر لن يخرج في تأخير العمل في تلك المنشآت عن عدم وجود موقع، أو أن التكلفة عالية لا تتوازن مع المبالغ المخصصة من وزارة المالية، أو البيروقراطية التي تقف عائقاً أمام المواطنين قبل الوزارات في كثير من الدوائر الحكومية في إنجاز معاملاتهم تحت ذريعة الدراسات وانتظار الموافقات والاعتمادات المالية.
حديث الأمير نواف وردّه على المشككين ومَن قادتهم أفكارهم إلى أخذ الأمر إلى منحى غير لائق بمجتمعنا في المقام الأول، وغير لائق به شخصياً كمسؤول عن الرياضة السعودية بكل تفاصيلها، جعله يتبنى موقف الدفاع في هذا الجانب تحديداً عندما أيقن أن الإعلام ابتعد عن دوره الحقيقي المنوط به في دعم الإيجابيات وانتقاد السلبيات بشكل موضوعي ومنطقي، وتحديداً في هذه القضية التي صُورت بشكل يصعب قبوله أو السكوت عنه؛ لهذا كان الخطاب الإعلامي من الرئيس العام هذه المرة مختلفاً.
الارتقاء بالفكر والبحث عن الخبر وتجاوب المسؤول بكل شفافية أمر إيجابي يخدم الحركة الرياضية بشكل عام، لكن التركيز على بعض الجوانب دون الإلمام الكامل بكل تفاصيلها يفتح باب الظلم وينشئ بيئة طاردة لا تُرغّب في حب العمل والتضحية والدخول في إشكاليات تعيق أي عمل مهما كان حجمه من التقدم، تلك كانت رسالة الأمير الشاب الذي يمثل الفكر الشاب والثري في الوسط الرياضي، والذي يقود منظومة الشباب والرياضة في هذا الوطن الغالي لكل الإعلاميين.
ودمتم بخير.
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com