|
بريدة - بندر الرشودي:
احتفت جامعة القصيم باليوم الوطني (82) عبر العديد من البرامج المنوعة التي نظمتها عمادة شؤون الطلاب بتوجيه من معالي مدير الجامعة، حيث احتوى البرنامج العام للجامعة للاحتفاء بيوم الوطن على العديد من الندوات والمحاضرات والأوبريتات المجسدة لأهمية المناسبة كحدث تاريخي يعد الأبرز في القرن الحديث، حيث تأسيس دولة مترامية الأطراف على أساس من الوحدة والتلاحم والوئام.
كما تضمن برنامج الجامعة للاحتفاء بيوم الوطن إقامة العديد من المسابقات والمنافسات الرياضية والثقافية للطلاب والطالبات, إضافة لتفاعل جميع كليات الجامعة في كافة مدن ومحافظات المنطقة.
وقد زينت عمادة شؤون الطلاب مداخل الجامعة وقبة المركز الرئيسي للجامعة بالشعارات والأعلام والعبارات الوطنية في مشهد جميل يعكس الانتماء والمواطنة.
وحول هذه المناسبة تحدث وكيل جامعة القصيم للشؤون التعليمية الأستاذ الدكتور أحمد بن صالح الطامي قائلاً: نسعد هذا اليوم بإطلالة يومنا الوطني في إشراقته الثانية والثمانين حيث الماضي الزاخر والحاضر المزدهر والمستقبل الزاهر. وفي هذه المناسبة الوطنية يصح لكل مسؤول في مركب الوطنية الكريم أن يحمد الله تعالى على نعمة الوطن والولاء والنماء والانتماء ثم يستعين بفرحة اليوم الوطني ويجعل منها محركاً لتكثيف الجهود وتشييد البناء وتجديد العهود ومضاعفة البناء.
وأضاف قائلاً: إن المواطنة وبثها في نفوس النشء وإثارتها في جيل الشباب وتكريس مفهوم الوحدة والتناغم بين القيادة والشعب لهي معان من ضرورات هذه المرحلة التي نمر بها من خلال متغيرات الظروف المحيطة بنا.
ترسيخ مفهوم الانتماء الصادق
وفي ذات السياق قال الأستاذ الدكتور عبد المنعم بن إبراهيم العبد المنعم وكيل جامعة القصيم: تطالعنا في كل عام ذكرى اليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة باعتباره يوماً خالداً بكل المقاييس فهو يمثل منعطفاً أساسيا ومهماً في تاريخها العريق ويتجلى ذلك من خلال ما يحمله من مضامين عديدة منها ما يتصل بمفهوم الوحدة التي شملت هذه الأجزاء المترامية والمتباعدة في الأرض في كيان واحد أثبت قدرته على التواصل والعطاء بكل قوة وديمومة وتبددت معه كل الصور البائدة التي كانت تعيشها أطراف الجزيرة العربية في الماضي، وأصبحت واحة الأمن والأمان بعزم قائدها وحارس قواعدها المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. ولقد كان لهذه التجربة الفريدة والمتميزة أبلغ الأثر في ترسيخ مفهوم الانتماء الصادق لهذا الوطن والولاء العميق للقيادة الحكيمة وقد منَّ الله - عز وجل - على هذا البقاع بأن تنمو على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز من خلال تطبيق شرع الله ومنهجه العظيم في هذه الأرض كما تواصلت مسيرة الخير والنماء على يد أبنائه من بعده نحو تحقيق المزيد من الإنجازات الهادفة في كل المجالات ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم حرص - حفظه الله - على مواصلة العطاء من أجل رفعة هذا الوطن ورفاهية المواطنين في جميع مناطق ومدن وقرى المملكة دعماً لانطلاقة مسيرة البناء والتقدم بأسلوب عصري من خلال نهضة شاملة في كل المجالات فكرس تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وسنة نبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - فارتكزت كل معطيات هذه التنمية على أساس قويم ومنهج بليغ وسارت نحو آفاق المجد بخطى ثابتة حتى بلغت موقفاً مميزاً بين مصاف الدول المتقدمة في مختلف المجالات.
إرساء قواعد العدل والاستقرار والتنمية
وتحدث وكيل جامعة القصيم للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن صالح الواصل قائلا: إن الأحداث والمتغيرات المتسارعة في العالم من عدم استقرارا سياسياً وانهيارات اقتصادية وحروب وفقدان للأمن يجعلنا نستشعر النعم التي تعيشها بلادنا الغالية امنياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً يستوجب الشكر الدائم والمحافظة عليها والدعوة الصادقة بأن يحفظها الله تعالى وأن يحفظ لنا ولاة أمرنا فالملك عبد العزيز - رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له الأجر والمثوبة - وأولاده من بعدها الأحياء منهم والأموات قاموا على توحيد بلادنا والمحافظة على لحمته منذ تأسيس المملكة العربية السعودية. وان هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق أبناء هذا الوطن ليس أمام ولاة أمرنا بل أمام الله سبحانه وتعالى على القيام بدورهم الصادق تجاه المحافظة على ممتلكات ومكتسبات الوطن ونبذ كل أمر قد يؤدي إلى الإضرار بممتلكات وأمن الوطن ومواطنيه والمقيمين.
أما وكيل جامعة القصيم للتخطيط والتطوير والجودة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد العزيز اليحيى فقال: نحتفل جميعاً بذكرى اليوم الوطني المبارك الخالد في السابع من ذي القعدة من هذا العام, حيث وحد في هذا اليوم المغفور له إن شاء الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود هذه البلاد على أساس مبادئ الشريعة الإسلامية المطهرة وجمع شتات هذه البلاد تحت لواء التوحيد والبناء في كيان واحد بعد أن كان يسوده التناحر والفرقة ويعصف به الجهل، فعم العدل والاستقرار والتنمية في كل أرجاء المملكة وجمع - رحمه الله - شمل القبائل المختلفة بحكمته ومرونته وحزمه، وأرسى قواعد الحكم فيها بعدل وأمانة وسار على نهجه أبناؤه من بعده حتى وصلت إلى عهد مولانا خادم الحرمين الشريفين - الملك عبد الله - حفظه الله والذي يفتخر بهذا الإنجاز والمنهج في كل احتفالية محلية أو إقليمية أو عالمية.
تجسيد الوحدة الوطنية
ومضى الدكتور اليحيى يقول: إن الاحتفاء بهذا اليوم هو تجسيد للوحدة الوطنية والحفاظ على منجزات الوطن والتعاهد على بذل المزيد للرقي سريعا بنهضة وحضارة هذا التراب الطاهر, فالمتأمل الآن يلحظ جليا أن مملكتنا الغالية هي محور نظرات العالم لمتانتها سياسيا واقتصاديا حيث الزوابع التي تعصف بمعظم دول العالم وكذلك ما يلاحظه العالم من تطورات متسارعة في التوسع الكمي والكيفي في الجامعات والمدن الاقتصادية العملاقة والمدن والمراكز البحثية المتميزة والمراكز التجارية الضخمة والتطور العمراني المذهل فكل ذلك هو مصدر فخر واعتزاز للمواطن في بلدة المعطاء, فما تحققه البرامج الأكاديمية من اعتمادات أكاديمية وطنية وعالمية في معظم جامعاتنا إنما هو نتاج الإمكانيات الضخمة التي وفرتها حكومتنا المخلصة وقد سخرت هذه الإمكانيات تسخيرا نموذجيا للقفز بالجودة الأكاديمية لخريجي هذه البرامج مما جعل عدد كبير من اللجان والعقول الاحترافية الأكاديمية تتردد على جامعاتنا الأمر الذي أبهرهم وعكس ذلك سمعة عالمية حيث نسمع كل يوم عن منجزات عالمية في جامعة من جامعاتنا.
وقال الدكتور اليحيى: لقد فرضت مملكتنا الغالية نفسها بكل المحافل الدولية وأصبح لها صوتا مسموعا بقوة لما تتمتع به من عقلانية متزنة ونظرة ثاقبة للمستقبل ومتانة سياسية واقتصادية.
إنه يوم فرح وسرور وبهجة بهذا اليوم التاريخي عندما تتحقق هذه المنجزات ويرسى ويعم الأمن والاستقرار والازدهار يوم بعد يوم في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله.
أسأل الله أن يحفظ ويديم علينا أمننا وحكومتنا وأن يرد كيد أعدائنا في نحورهم.. دمت شامخا يا وطني عاماً بعد عام.
يوم حاضر في تاريخ المجد السعودي
من جهته قال عميد شؤون الطلاب بجامعة القصيم الدكتور خالد بن عبد العزيز الشريدة: أثبتت الأحداث التي تهز العالم كلّه والعربي بوجه أخص بأن الشعب السعودي أثبت بأنه على درجة كبيرة من الوعي والوفاء لقيادته ولوطنه ومصالح دولته العليا حيث توالت على عالمنا العربي والإسلامي جمعات تعددّت مسمياتها لكن جمعة «وفاء الشعب السعودي» ستظل حاضرة في تاريخ المجد السعودي المتوّج بتلاحم الشعب وقيادته ...
إن الاحتفاء بالوطن لا يقتصر على يوم .. بل كل أيامنا للوطن . وإن كان يوم الوحدة والتأسيس له عمقه وبعهده التاريخي والسياسي والاجتماعي في عقلية الشعب السعودي.
ولكل دولة أيام تعتزّ وتحتفل بها فأيام الاستقلال الوطني مثلاً تتخذها الدول ذكرى وفرصة واحتفالاً للانعتاق من نيران الاستعمار وجوره.
وهنا أبعث برسالتين إلى كل مواطن ... بل ومقيم في أرض الحرمين الشريفين ألخصها في الآتي:
الرسالة الأولى: أود الإشارة إلى ملمح وسبق تاريخي للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه،، وذلك أن حكمة الفاروق رضي الله عنه جعلته يؤرّخ للمسلمين (بيوم الهجرة) الذي انطلقت منه دولة الإسلام. وكم كان لهذا التأريخ من معنى لكل مدرك !! والوطن قيادة وشعباً يحتفي (بيوم الوحدة ) الذي سطر ملحمته بتوفيق الله مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ورجالاته الأوفياء من كل منطقة في أرجاء وطننا العزيز.
وفي تقديري بأن هذه الاحتفاء يجب أن لا يتوقف عند فعالية أو مقالة أو مطبوعة أو أهازيج، وإنما أن يستشعر هذا اليوم بأنه يوم تاريخي عظيم ومحبوب توحدت فيه البلاد وانعتقت من مشكلات في الفرقة والمعتقد،، ومن هنا نحن نستمد هذا الحب من الاعتزاز بالهوية الإسلامية التي نحملها وأن أكرمنا الله سبحانه بأن نكون من مواطني مهبط الوحي والرسالة وقبلة المسلمين.
وعليه أيضاً أن نربّي أبناءنا وطلابنا على عظيم الجهد والجهاد الذي قام به المؤسس رحمه الله ورجالات هذه الوحدة المخلصين من الانتصار للمظلوم وبذل كل غال ونفيس من أجل وحدة الدين والوطن.
بث الروح المشتركة
الرسالة الثانية: وأمام هذا الكيان العظيم وهذا الإرث المشترك الذي يجمعنا ونعتز به، كيف يمكننا أن ننهض بواجبات مواطنتنا تجاه وطننا... بل وكيف نضمن استمرار هذه العملية.
أشير ابتداءً إلى ما يؤكد عليه علماء الاجتماع بأن النّهوض بواجبات المواطنة يتم من خلال ضمان حياة مشتركة. وهنا يحذّر علماء الاجتماع من تآكل المعتقدات المشتركة والأهداف العامة والقيم الأصيلة... وإلى هذا يشير عالم الاجتماع الأمريكي (جون هاورد) بأن عدداً من المفردات النبيلة وما تشتمل عليه من مفاهيم قد اختفت من فوق التراب الأمريكي مثل كلمات التواضع والاحترام والأمانة والاستقامة والفضيلة والنخوة وعكسها مثل العار والعيب من الاستخدام الحالي. إذ لا تدخل هذه في المناقشات أو صنع القرارات. هذا ما دعى إبراهيم لِنكون إلى القول «هل أصبح الأمريكيون منهمكين في شؤونهم الخاصة ولا يحركهم سوى المزيد من الحقوق والمكتسبات أكثر مما تحركهم الدعوة للواجب الوطني».
إننا اليوم وأمام التحديات المتعددة أحوج ما نكون إلى بث الروح المشتركة وخلق مواطنة جادة من خلال الحفاظ على قيمنا الأصيلة والتأكيد عليها في إعلامنا وتربيتنا وتعليمنا وإعمال أو إدماج الفرد في المشاركات الاجتماعية. لأن ذلك وغيره سوف يساعد على تضامن الناس وتكاتفهم وعدم البرود الاجتماعي تجاه ما يستحق وطنهم.
وبما أننا نحمل مسؤولية التعليم فإنني أؤكد على أهمية التداخل بين البعد الاجتماعي / الوطني والبعد التعليمي. فالهدف النهائي للعملية التربوية والتعليمية ليس مجرد إعداد الطالب للمنافسة في عالم الثقافة أو حتى الوظيفة بل يجب أن يهتم وأن يمتد التعليم ليشمل الإسهامات المختلفة من تغيير الحياة إلى الأفضل وغرس أدوات التفكير وطرق كل ما من شأنه توحيد المجتمع وتماسكه وتجانسه.
تجديد العهد والولاء
أخيراً: من باب تعزيز المواطنة والنهوض بها لا بد من مراجعة بعض المصطلحات والمفاهيم التي تؤسس للفرقة وتخليص تراثنا منها كاحتقار جماعة لأخرى أو استصغار بلد لبلد أو تفضيل جهة على أخرى فكلنا أبناء وطن واحد أدام الله عزه وأمنه وتنميته.
- كما تحدث عميد شؤون الموظفين بجامعة القصيم الدكتور فهد بن عبد العزيز المحيميد قائلاً: ذكرى اليوم الوطني الذي توحدت فيه هذه البلاد المباركة على يد الملك المؤسس - طيب الله ثراه - ورجالات الوطن يعد حدثاً تاريخياً يستدعي منا إبرازه أمام الجيل الجديد ليستشعر جيداً تاريخ وطنه ومكافحة آبائه وأجداده لبنائه البناء السليم الذي مكنه بتوفيق من الله في تواصل مسيرة العطاء والنماء, سائلاً العلي القدير أن يحفظ بلادنا وأن يديم عليها أمنها واستقرارها وأن يجعل مثل هذه المناسبات الهامة في تاريخ الوطن استذكاراً لبطولات تاريخية واستشرافاً لمستقبل أفضل للوطن بكافة مجالاته.
فيما تحدث عميد تقنية المعلومات بجامعة القصيم الدكتور عبد الله الصالحي قائلاً: إن احتفاءنا باليوم الوطني هو احتفاء سنوي لتجديد العهد والولاء لولاة الأمر والانتماء الصادق للوطن بالمحافظة عليه والعمل على غرس حب الوطن في نفوس أبنائنا. وأن ما يعيشه وطننا خلال السنوات القليلة الماضية من عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من نهضة تعليمية وصحية واقتصادية واجتماعية وإصلاحات كان لها الأثر الإيجابي الواضح على المستوى المعيشي والاستقرار الأسري لأبناء الوطن ولهو ودليل صادق وواضح على حرص حكومتنا الرشيدة على راحة المواطن وضمان العيشة الهنيئة له ولأسرته. والحب الصادق للوطن لا يعبر عنه في احتفالات ظاهرية تزول بانتهاء اليوم الوطني وإنما بعمل صادق وإخلاص دائمين لتحقيق تطلعات الوطن وتقدمه. نسأل الله العلي القدير أن يحفظ ووطناً من كيد الكايدين وان يديم عليناً أمننا وان يوفق الجميع لخدمته.