بعد 135 عاما على قيام الثورة الفرنسية (1789م)، التي قيل إنها ساوت بين المرأة والرجل، سمحت فرنسا للمرأة بالتعليم الثانوي في العام 1924م.
وحتى ثلاثينيات القرن العشرين الماضي، لم يكن مسموحا للزوجة الفرنسية أن تتصرف بأموالها
وأملاكها إلا بأمر زوجها. وفي سنة 1965م، مُنحت المرأة الفرنسية حق العمل، دون موافقة زوجها، أي بعد 176 عاما من قيام الثورة الفرنسية.
وبعد 175 عاما من الثورة الفرنسية، مُنحت المرأة حق الاشتراك في الانتخابات، ترشيحاً وتصويتا.
المجتمع الفرنسي هو، اليوم، الأول، عالمياً، فيما يُعرف بـ”المُساكنة” بين رجل وامرأة تحت سقف واحد، بدون زواج، يُنجبان ما شاء لهما من أبناء، ومن حق أيّ منهما أن يُسجّل في دوائر الأحوال المدنية ما يُريد من أولئك الأبناء باسمه.
المجتمع الفرنسي، أيضا، هو الأول، عالميا، في نسبة الطلاق، يليه المجتمع الأمريكي.
المجتمع الفرنسي اعترف، رسميا، قبيل أشهر، بعد اعترافه الواقعي، اجتماعياً، بحالة “الصديقة الحميمة”، أو “الكونكيبناج” بالفرنسية، التي قَونَنَها الرئيس الفرنسي الجديد، فرانسوا هولاند، لأول مرة في تاريخ العالم، فسمح لعشيقته (فاليري ترييرويلر) بالعيش معه، حياة الأزواج، في قصر الإليزيه، فارضا على دول العالم كافة، اعتبارها سيدة فرنسا الأولى..
اليوم، صار من الطبيعي أن تعود المرأة الفرنسية إلى منزلها، بعد جولة تسوّق، مع رجل ما، “استأجرته” من متجر يقع في أشهر شوارع باريس المتخصصة بالأزياء النسائية.
المتجر يعرض في واجهاته من يُريد، من مشتركيه الرجال، تأجير نفسه للمرأة التي تختاره.
في المتجر، أيضا، “مخزون!” من الرجال الحقيقيين، من كل القارات والجنسيات، يقبعون في الدور العلوي، بانتظار “تأجير” أنفسهم لمن تصطفيهم من النساء الفرنسيات.
كما يعرض المتجر للراغبات باستئجار رجل ما، مخزونا آخر من الصور والمعلومات عن هؤلاء الرجال، مُتيحا لهن اختيار من يرغبن من بين “التشكيلة الرجالية!” الواسعة، المعروضة في المتجر.
أصبح للحب شكل آخر في المجتمعات الأوروبية والأمريكية. لم تعد المرأة عند الرجل، ولا الرجل عند المرأة، تختلف / أو يختلف عن وجبة العشاء. وينتهي كل شيء. هذا هو الحب الحديث.
إنه عصرُ تعاهر العاهرين علنا، عصر تحامق الحمقى بلا مبررات غير مبدأ الحماقة للحماقة، على منوال مدرسة الفن للفن. عصر العفونة والخديعة والاستهلاك، لكنه عصر الجريمة أيضا.
Zuhdi.alfateh@gmail.com