لاشيء بعدك ...
كأن الكون توقف عند آخر كلمة منك ... وكأنه ينتظر عودتك لتكملي الكلام
لا كلام بعدك ...
الكلام لم يعد يشتاق للكلام
لا صباح بعدك ...
فالصباح ... ك/ حاكٍ هرِم ما فتئ يجتر حكاياه الحزينة
لا ورد ... لا ياسمين ... يعطر المكان
لا عصافير ترف فوق المكان
لا شيء بعدك
يستفز الأسئلة المبهمة ...
تعالي ...
وهبي للصباح ... للنور ... للحياة ... لقلبي أنا
نوراً وعمراً يسكن داخل العمر
اهربي من الوجع ... قطعي أسلاك أجهزة التنفس
وأزيحي كمامات الأكسجين
هواؤك أنا ... وعمرك أنا ... وحياتك أنا
غادري غرف اليأس والسكون والمرض
اشطبي من تاريخك ... كل الأوراق الملوثة بالدم الموبوء
مزقي كل الصور العتيقة
أقذفي بكل فساتينك شالاتك القديمة ..
ألقي إلى النار كل القصائد ... والروايات السالفة
أمحي كل ذكرياتك العابرة ... حطمي مراياك
أنسي كل الأغاني ... دمري كل لُعبك، و شرائط شعرك ... وعطورك وخبئي ساعتك المتوقفة منذ زمن وحقيبة يدك، و علبة مساحيقك القديمة..
فري من كل الأشياء حولك وألقي بها خلف أسوار التاريخ
وتعالي .. !!
تعالي هنا ... وكوني قريبة
فأنا قدرك الجديد ... وتاريخك الجديد
وأنا صباحاتك الجميلة ...
وأنا ... أنا
أنا كل أشيائك القديمة والجديدة
فأنا يا موجوعة القلب ... حديقة قلبك
وبستان فرحك ... وأشجى أغانيك الحزينة
تعالي ... فأنا كل ما أدعي ... وأنا كل أحجية آتية
من شفاه الصمت ...
والليالي الحزينة.
“البستاني”
محمد الخضري