دخلت بلا استئذان، صوتها الصغير، وعيناها الغارقتان في الدمع، وكثرة التفاتها دليل فقدانها لشيء ما أجهله!
تأملتُ البراءة في وجهها، واللطف في خطواتها، والتوجس بتحركاتها فزاد إعجابي بها.
لكن حظها العاثر رماها أمام منزلنا؛ تقتات على ما تجده مع أمها، ولكن يبدو أنها فقدتها لذلك دخلت علينا ظناً منها بأننا جزء من عالمها وأننا سنحميها!
هو مجرد “صوت” كافٍ لاجتماع الأطفال حولها، وبدء معركة الكر والفر بين الطرفين.
أجزم أنها جائعة لكن أخشى أن تُسيء فهمي وتظن أنني أحاول خطفها أو إيذاءها!
ما الحل إذن؟
أن تخرج من الباب الذي دخلت منه، خوفاً على حياتها وحياتنا.
لكن كيف أخرجها؟ أمن ذيلها، فأنا أخشى عضة قوية من أسنانها.
إذن سأفتح الباب على مصراعيه، وأطلب من جيش الصغار أن يداهموا الموقع حتى تخرج بسلام!
فالصوت النشاز لم يكن سوى صوت قطة دخلت علينا من باب المرآب “الكراج”!
أمل عبد الله القضيبي - الرياض