أسرجت حرفاً خطَّه وُجداني
ورسمتُ من زهر الوفاءِ بياني
وتلوّنت تلك اللحون بداخلي
وأنار نبضي أمطرت أوزاني
وتسابقت كلّ الحروف تحيط بي
تجري وتعزف أروع الألحان
لمَّا رأيتُك موطني تُهدي الورى
شمساً بلون الحب والإيمان
وطني وأبيات القصيد تنفّست
والموج رددها على الشّطآن
ماذا أسطر والليالي سطَّرت
مجداً يطول مناكب الأكوان
ماذا أردد والبلابل أنشدت
غنّت معازفها على الأغصان
وطني وأبيات القصيد تلألأت
كالدر كالياقوت كالمرجان
أنت الذي طرَّزت أرواح الهدى
يا موطناً بالشهد كم أغراني
فشعارك التوحيد حلَّق في السما
وتنير هذا الكون بالقرآن
رفرف وغرِّد فوق أهداب الربا
مادام سيفك قاهر التيجان
ويقودك المجدُ الذي شهدت له
بالعز أهل الكفر والأخدان
وطني وأسراب الجمال تلفَّتت
لتصوغَ عقداً غالي الأثمان
ألحانها هطلت وأشرق نجمها
وأضاء كلَّ حكاية ببناني
يا خادم الحرمين نجمك ساطعٌ
أرسى عماد الدين في البلدان
فطرقت أبوابَ السَّلام بعزة
ودخلت أفئدة بلا استئذان
أشرقت يا نوراً أضاء قلوبنا
ورسمت حباً زاهي الألوان
يا خادم الحرمين إنك هاهنا
بل أنت مثل النّبض للإنسان
تَعبت روايات الزمان وأفحمت
ماذا تسطِّر والهُدى ربَّاني
تلك الروابي أورقت أغصانها
أضحت جدائلها على الكثبان
والله لو أن الحروف تكلَّمت
قالت:لأنت الفخر للأوطانِ