فاصلة: (وردة الخريف ألطف من سواها)
- حكمة عالمية -
صيف مانشستر سريع يأتي لبضع أيام في شهور الصيف وبعد ذلك يأتي الخريف، أعرف ذلك من أوراق الشجر التي رمتها الرياح وحبات المطر الغزير على الأرض.
في طريقي كل يوم سيراً على الأقدام إلى محطة الباص أتأمل كثيراً الأرض المغلفة بأوراق الشجر الصفراء وكأنها قد انتهت صلاحيتها فاستغنت عنها الأشجار، أتذكر معنى اسم ابنتي يارا حين ولدت في الخريف وهناك من يُفسر معنى يارا باسم يُطلق على أول زهرة تخرج من الشجرة بعد فصل الشتاء.
أتعاطف كثيراً مع فصل الخريف أشعر به مهملاً من قِبل الأدباء والشعراء وكأنهم يخافونه ربما لأن الخريف ارتبط بموت أوراق الشجر ربما بموت الحياة عن الشجر.
خريف مانشستر ممطر، في بلدي يشتاق الناس المطر ويستبشرون به، أما هنا فيُعتبر اليوم الممطر وقتاً سيئاً فلا يتنزهون فيه ويختلفون في تعاملهم معه ويحتاطون له.
البعض يفتح مظلته والبعض الآخر يرتدي معطفاً خاصاً بالمطر وهناك من يستمتع بأن يسقط المطر بحباته على وجهه خصوصاً إن لم يكن غزيراً.
أسير في الطريق يؤلمني أني أدوس على أوراق الشجر رغم أنها ذابلة، لكنها يوماً كانت تنبض بالحياة.
أوراق شجر الخريف تشبه أيامنا إن راحت لا تعود وتدوسها الذاكرة لتصبح بلا وجود.
أيامنا الصفراء بعد أن عشنا مشاعرها تذهب حيث الفناء فلا تعود فإن انتظرناها تعود.. كنا كمن يطلب من أوراق الشجر المتناثرة على الأرض أن تصعد بمفردها لتعود إلى مكانها في أغصان الشجر، وهذا مستحيل.
nahedsb@hotmail.com