نقلت لنا جلسة مجلس الوزراء الموقر، المنعقدة يوم الإثنين الموافق 16-10-1433هـ خبراً جميلاً، أعتقد أنه يسر المواطن السعودي، كل مواطن يتوق إلى رؤية إعلام منضبط بعيدٍ عن الهرطقة والتشويش الفكري المخيف الذي يقلب الحقائق ويخلط الأوراق ويقلب الحقائق ويزورها، الخبر ينقل للوطن والمواطن، موافقة الدولة - أعزها الله - على إنشاء (هيئة للإعلام المرئي والمسموع) في المملكة، لا أخال تلك الخطوة، إلا أنها تشي باهتمام القيادة الرشيدة بتنظيم مسارات قطاع الإعلام في المملكة والقفز به نحو التنمية المستدامة، لخلق بيئة استثمارية سليمة، تعنى على الخصوص بتنظيم نشاط البث غير الحكومي(التجاري) أو (الأهلي) سواء انطلق من أرض المملكة أو وفد عليها من علٍ، هذه الخطوة، حلقة ضمن سلسلة حلقات يقودها (ربان) الإعلام السعودي الدكتور خوجة للإسهام في الإرتقاء بمستواه ، يتلمس حاجات ورغبات المجتمع السعودي، ويتناغم فيها مع توجهات وتوجيهات القيادة، التي لا تخرج البتة عن إطار مواد السياسة الإعلامية (الثابتة) للمملكة، وقود تحركات الوزير خوجه، مباركة قيادتنا الرشيدة - حفظها الله - لكل خطوة يقدم عليها هذا الرجل، حتى كان آخرها هذه الهيئة المباركة (هيئة الإعلام المرئي والمسموع) وقبلها الإسراع في بدء عمل هيئة الإذاعة والتلفزيون، وهيئة وكالة الأنباء السعودية، وانطلاق عدد من القنوات الفضائية التي من أهمها على الإطلاق - من وجهة نظري- (قناة القرآن الكريم) و(قناة السنة النبوية) كتجسيد (لإعلام الواقع) عمل (هيئة الإعلام المرئي والمسموع) الجديدة، سيكون له وزنه بانعكاسه الإيجابي على مصلحة المجتمع السعودي، وستكون بإذن الله حرزاً وحماية له من التدخلات الفكرية المريضة التي يعج بها هذا الفضاء، هذه الهيئة (الجديدة) ستكون جهة رقابية صلبة واضحة المعالم لا لبس فيها ولا غبش، الكل سيجعلها في أجنداته، بسبب أرى له وجاهته، كونها مانحة (التصاريح) للوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة و(المدن الإعلامية) على أرض المملكة من حهة، والأهم خضوع ما تبثه قنوات المال والدجل والهوى للرقابة والمتابعة من جهة أخرى، ومما ينبغي الإشارة إليه أن الهدف من إنشاء هذه الهيئة، ليس هو التضييق على الهامش الرقابي، بقدر ما هو مراقبة المحتوى (وهذا الأهم) وفق السياسة الإعلامية للمملكة التي تخضع لها وسائل الإعلام السعودية بمختلفها،الحكومية منها والأهلية، منذ قيام هذه الدولةالمباركة وحتى اليوم، للحفاظ على الثوابت الدينية والقيم والعادات والتقاليد والأخلاق الفاضلة والنسيج المجتمعي للحفاظ على الوطن وهويته، كما أنها ستكون بمثابة (المحكمة الجزائية) لتلقي الشكاوى ذات الصلة بالشأن الإعلامي الفضائي التجاري وحسم الخلافات التي عادةّ ما تنشأ من خلال هذه المنابر الإعلامية غير المنضبطة في الغالب، وبالطبع الوسط الإعلامي في المملكة يتطلع بعد ولادة هذه الهيئة، إلى إنشاء مدن إعلامية في مدن المملكة الكبيرة، كالرياض وجدة والدمام والقصيم وغيرها، تكون بديلة للمدن الإعلامية الموجودة في البلاد العربية المجاورة والتي يؤمها رجال الأعمال السعوديون،لإطلاق قنوات فضائية، تسودها الحرية الواسعة، وهي التي بأموال سعودية صرفة، أظن أن في إنشاء المدن الإعلامية الكبيرة داخل المملكة سيجعل من شأنها، مقصداً لكبريات الشركات الإعلامية والإعلانية العربية والعالمية لتبادل الخبرات والخدمات ذات التخصص، مما يجعل المملكة مركزاً مهماً للإعلام في الشرق الأوسط، منافساً للمدن الإعلامية الأخرى المجاورة سواءّ كانت في دبي والقاهرة أو غيرها، هذه الخطوة الجميلة (إن تمت) حسب رؤيتها ورسالتها التي حسبها رجال الإعلام لدينا، فإنها ستكون في امتحان أمام التحديات الفكرية والثقافية التي يقودها الإعلام غير المنضبط، ويُروج لها داخل مجتمعنا المحافظ، حراك وتحول قوي يشهده إعلامنا السعودي في السنوات القليلة الماضية وفي هذا العهد الزاهر، وما أجمل الحراك عندما يكون فيه مصلحة متوخاة، ذات هدف نبيل يكرس الحفاظ على الثوابت الدينية والمجتمعية ويحافظ على قيمة الولاء للوطن وقيادته، ويرسم المواطنة الحقيقية غير الرمادية، في محاولة حثيثة ومدروسة، لتجنيب الوطن والمجتمع، ويلات التصنيفات البغيضة والتراشقات السوقية التي تهدم ولا تبني، نحن نؤمن أن الإعلام السعودي (الحكومي) و(الأهلي) يسيران في خطين متوازنين، لا يتقاطعان أبداً في حالة واحدة فقط، متى ما طبقت السياسة الإعلامية للمملكة في خططهما وبرامجهما، ومتى ما وضعت مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، بالطبع الإعلام الحكومي الصرف، بالخلقة يجسد هذه المفاهيم، لكن أم المشاكل الحقيقية - من وجهة نظري - تكمن في الإعلام الآخر القريب!! (وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.. على القلب من وقع الحسام المهند) لكننا واثقون بأن أهله، على قدرٍ كبيرٍ من المسئولية، يعون مخاطر الرؤى والأفكار المضادة على الوطنالمجتمع، وبالتالي أظن أنهم أول الفرحين بولادة (هيئة الإعلام المرئي والمسموع) لأنها الأداة التي ستكون عوناً لهم على تفادي الوقوع في المحاذير، بما تمنحهم من الأمان المهني والاحترافي في إطلاق خططهم وبرامجهم الإحترافية، يجسد الاثنان (الهيئة والإعلام التجاري المحلي) المعنى الهادف والبنّاء للشراكة الإعلامية المبنية على الأسس الراسخة، نقولها ونحن مطمئنون، الإعلام لدينا بشقيه، يسير بخطوات ثابتة نحو مستقبل مشرق بحول الله، يقوده الرجال الأكفاء والمخلصون من أبناء هذا الوطن الغالي، وهذا هو المؤمل منه دائماً...ودمتم بخير.
dr-al-jwair@hotmail.com