مثّل الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة و»مجلس التعاون لدول الخليج العربية» أهمية مشتركة، نظراً إلى ما يقوم به من أدوار بنّاءة إزاء كثير من قضايا المنطقة، ولما يمتلكه من رؤى واضحة وإيجابية لهذه القضايا، ولذا حرصت إدارة أوباما الرئيس الأمريكي على الحوار والتنسيق والتعاون معه في تعاملها مع أحداث المنطقة ومشكلاتها وأزماتها.
«منتدى التعاون الاستراتيجي»، الذي تمّ تأسيسه في مارس 2011م بين الولايات المتحدة و»مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، الذي يمثّل آلية فعالة لبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك من ناحية، وتعزيز التعاون الثنائي بين الجهتين من ناحية ثانية، وهذا ما عبّر عنه بوضوح البيان الذي صدر في ختام أعمال الاجتماع الوزاري الثاني للمنتدى الذي عقد مؤخراً على هامش اجتماعات الدورة الـ (67) للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي ترأس وفد المملكة نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، حيث كشف عن توافق وتفاهم واضحين بين الجانبين إزاء مجمل قضايا المنطقة، ناهيك عن تأكيده التزام الجانبين تعزيز التعاون السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي بينهما في ضوء التحدّيات التي تواجه المنطقة، بهدف الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
«مجلس التعاون» يرى في الحوار مع الولايات المتحدة، وغيرها من القوى الكبرى، إحدى الآليات المهمّة لتطوير علاقاته بهذه القوى من ناحية، وتأكيد حضوره في الساحتين الإقليمية والدولية من ناحية ثانية، خاصة أن «مجلس التعاون الخليجي» يسعى إلى توظيف حواره مع هذه القوى ليس في التعبير عن الموقف الخليجيّ العام إزاء مختلف القضايا فقط، وإنما في مساندة القضايا العربية والإسلامية على الساحة الدولية أيضاً، ما كان له الأثر الإيجابي في تصحيح العديد من المفاهيم والصور السلبية السائدة عن العالم العربي وقضاياه، ومن ذلك تأكيد دول المجلس لرفض الإساءة إلى الأديان ورموزها كافة، والتصدّي لمحاولات ربط التطرّف والإرهاب بالإسلام أو أي ديانة أخرى، وكذلك في موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، والعمل على إحلال السلام العادل في الشرق الأوسط، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية.
والله الموفق.
turki.mouh@gmail.com