بعض التصريحات للمسؤوليين الحكوميين، يمكن أن تسجل وتصبح نغمات سخرية، تشابه عبارات الدكتاتوريين العرب في مواجهة الثورات!
من عجائب التصريحات الصحفية ما ورد على على لسان مدير مستشفى القنفذة العام محمد بن عيسى الحازمي الذي توعد بمُلاحقة من وصفتهم بمرتزقة الصحافة، وفق الإجراءات النظامية، لتسببهم -على حد قوله- في انعدام ثقة أهالي المحافظة وضواحيها بجودة الخدمات العلاجية والطبية التي يُقدمها المستشفى لمرضاه ومُراجعيه..!
وشدّد على أن من وصفهم بُمرتزقة الصحافة معروفون لديه، رافضاً الإفصاح عنهم ومُكتفياً بقوله “هما مُراسلان لصحيفتين ورقيتين، ولدينا إثباتاتنا على أنهما يعمدان إلى تشويه إدارتنا للمستشفى والتقليل من أعمال الأقسام الطبية الأُخرى بناء على خلافاتي الشخصية معهما”.
هجوم غريب من مدير إدارة محلية معنية بالرعاية الصحية لم يتحمل النقد الصحفي، ولم يستوعب وسيلة اخرى للحوار مع الإعلام، غير التهديد والوعيد، ونسي ان السلطة الرابعة لها مكانة بالغة ودور مهم لمتابعة التقصير،ونقل معاناة المرضى والمواطنين، حيث تحمل الصحف المحلية انتقادات تلامس الهرم الإداري للوزارة ،بما فيها الوزير.
لكن وزير الصحة نفسه الذى ينال وزارته نقد حاد، في ظل تواضع الخدمات الصحية والرعاية الطبية في المستشفيات الحكومية، إضافة إلى وقوفه في وجه إصلاح نظام الرعاية الصحية عبر تخلي الحكومة عن بناء المستشفيات وإدارتها والاعتماد على التأمين الطبي الشامل للمواطن، إضافة إلى غير ذلك من فضح للأخطاء الطبية المتزايدة، الا أن الوزير على رغم الاختلاف معه، ظلت لديه استراتيجية مهمة تتمثل في التفاعل مع الإعلام، بل وتكثيف الحضور الإعلامي في مواجهة النقد الصحفي. لا تهديد والوعيد لسلطة ونفوذ الإعلام.
وهو تعامل واع مع الإعلام، ولاشك ان لذلك الوعي دورا بارزا في وصوله إلى كرسي الوزارة والبقاء عليه.. وياليت موظفيه يستفيدون على الاقل من هذا النجاح الوحيد المسجل.
نعود إلى السيد مدير مستشفى القنفذة العامة ومرتزقة الصحافة، حقيقة لا ندرى ماهي المستندات التى لديه ضد الصحافة والصحفيين، لكن مهما يكن الأمرفإن أسلوب الهجوم وإعلان المواجهة يؤكد الضعف او قلة الخبرة.
لأن السيد المدير العام كان يمكن له أن يتجه مباشرة إلى رفع قضية ضد الصحفيين دون ان يمارس هجوما غاضبا، يضعف قضيته وموقفه.
والحقيقة ان تصريحه نموذج جيد للتصريحات الصحفية الرديئة التي لا تقدم لحكمة ووعي إعلامي وإداري، وتظهركيف ان الكثير من مسئولينا ووزرائنا يحتاجون إلى مستشارين إعلاميين وإداريين يمكن أن يوضحوا لهم دورهم الحقيقي الذي يفترض الايكون موجها ضد الصحافة والاعلام، وانما العمل والانتاج والتطوير وخدمة المواطن.
وحتى لا تسجل وتدخل تصريحاتهم في اطار التصريحات السياسية الشهير... من أنتم؟ وياجرذان...! وفهمتكم..يا حثالة...وبا مرتزقة....الخ..
والله أعلم..