ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 07/10/2012 Issue 14619 14619 الأحد 21 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

(التحف) الاقتصاد القطري (بكسوة) عفيفة إضافة إلى (ثوبه) التقليدي الذي شكّل ألوانه وأطيافه طيلة أكثر من عقود.. جاء القطاع غير النفطي ليحيك لباساً يضفي فخامة أخرى لجسده حيث باتت قطر تعرض بنيتها بمعادلات اقتصادية مرنة (المزاج) وصلبة (الثوابت).

القصة أن هذا البلد استطاع استفزاز كوامنه الطبيعية بنحو صحيح بالتزامن مع دفعه المستمر في اتجاه رفع كفاءة موارده البشرية.. بالطبع هنا يكمن النجاح والفلاح.. سابقة تاريخية أدارتها دولة قطر في هذا السياق حيث قام القطاع غير النفطي بتكسير (عرش) تربع القطاع الهيدوكربوني على قائمة مكونه الاقتصادي ليقود عجلة نمو الدولة لهذا العام بنحو 2.9% محققا بدوره إيرادات في الموازنة العامة تبلغ نسبتها قرابة 30%.. هذا لا يعني أن القطاع النفطي لم يسطّر نجاحات وانجازات بل تميّز بخطوات نوعية.. فعلى سبيل المثال لا الحصر لديه أكبر مصنع في العالم لتحويل الغاز إلى سوائل بطاقة إنتاجية تبلغ 140 ألف برميل يوميا فضلا عن إنتاجه قرابة 100 ألف برميل يوميا من غاز البترول المسال والمكثفات والإيثان.. إلا انه من الواجب هنا التنويه إلى أن هذه الدولة ظلّت تحافظ على استمرارية تطوير مكونها آخذة بعين الاعتبار ضرورة إسهام موارد اقتصادية جديدة تشارك بشكل (ندّي) مع نظيرتها النفطية داخل عجلة اقتصادها.. هذا ما يحصل الآن في الدوحة.. النمو أصبح من أبجديات لغتها وأضحى النجاح وسيلة وليس هدفاً.. هذا أسلوب مختلف في تحديد الرؤية وفلسفتها حيال التعاطي مع (لسان) العولمة وإفرازاتها وتداعياتها حيث بلغ حجم الإيرادات في الموازنة العامة لعام 2012-2013 نحو 206 مليار ريال قطري مقابل 163 مليار في موازنة عام 2011-2012 أي بزيادة 26% في حين أن الفائض المتوقع للعام الجاري يقدّر بنحو 28 مليار ريال مقابل 23 مليارا للعام المنصرم أي بزيادة 22%.

بينما يظل هذا البلد (الشاب) يقفز بخطوات نوعية في اتجاه رفع أسقف حركته النهضوية، أثبت بدوره أيضا أنه يتطلع إلى خلق شخصية اعتبارية اقتصادية ومجتمعية وطنية تحظى بمواصفة حديثة و(فاخرة) وذلك من خلال قيامه منذ أكثر من عشر سنوات بتخصيص نسبة (طموحة) من إيرادات الدولة لصالح العمل البحثي والعلمي ليصار إلى تشكيل (مشارب) عقلية قطرية تحاكي (نغمة) وتر العالم عبر (تفريخ) أجيال قادرة على إدارة هيكلها الاقتصادي والمجتمعي بنحو يتناغم وواقع (أحرف) العالم الجديدة بغية أن يتجذّر المواطن في قلب ونبض الحدث الجديد بانسيابية هذا من جانب، وأن يكون قادراً على امتصاص (أنفاس) فلسفة العصر لكافة أوجهها من جانب آخر.

 

بسرعة
في قطر.. النجاح أضحى وسيلةً وليس هدفاً
رشيد الشنطي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة