غيب الموت واحداً من أهم أعمدة الإعلام السعودي الذي أفنى حياته الطويلة في خدمة المليك والوطن والكلمة والقلم، غيب الموت معالي المستشار سليمان بن محمد العيسى الذي عرفه المواطن السعودي من خلال تواجده الإعلامي المكثف كانت بدايته -رحمه الله- معلقاً رياضياً في التلفزيون السعودي، وقد أحبه الجمهور الرياضي في كل مكان، بعد ذلك عرفه المواطن من خلال برنامجه (المشهور مع الناس) الذي استمر عدة سنين وكانت جولاته من خلال هذا البرنامج شملت إنحاء المملكة كلها، كان -رحمه الله- شخصية محبوبة لدى جميع الأوساط الإعلامية وكان صديقاً للجميع، وقد عرف عنه بالصوت المتزن والرزين المرتبط بالإحداث الجادة والرسمية.
وكان متواصلاً مع أصدقائه ومحبيه ويرحب بالنقد الهادف ويستمع إلى أي ملاحظات تدور حول برامجه الشيقة التي كان يقدمها من خلال التلفزيون، وكان رحمه الله أيضاً متواجداً في الصحافة السعودية وله أعمده ثابتة ومقالات في عدة صحف سعودية.
لقد كانت علاقتي بمعالي الأستاذ سليمان العيسى منذ أكثر من ثلاثين عاماً ودائماً حينما يريد الحضور إلى المنطقة الشرقية يتصل بي قبلها بيوم أو يومين، وكان رحمه الله دائم السؤال عن أصدقائه القدماء أصدقاء المقاعد الدراسية الجامعية وكان له تواجد إعلامي كبير في المحافل الرسمية والإعلامية.
من هنا لا يسعني إلا أن أرفع أكف الدعاء للمولى القدير أن يشمل فقيدنا الغالي بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان على فقيد الإعلام إنه سميع مجيب..
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}، صدق الله العظيم.