يقول المثل العربي العتيد (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع). ويقول إخواننا اللبنانيون (عنز لو طارت) أي أن المثلين يتفقان على أن الارتفاع أو الطيران اللا طبيعي مصيره السقوط لا محالة. تماماً كما هو حال ارتفاع الدجاج وطيران سعره في الأسواق فهذا الدجاج طار بصورة مباغتة خلافاً عما عرف عنه بأنه مثل شقيقه النعام الذي تقول فيه أغنية الأطفال الشهيرة (النعامة طير كبير له جناح ولا يطير فالدجاج هو الآخر الذي عرف عنه بأنه طير صغير وله جناح وما يطير) فمثلما طارت (العنز) اللبنانية فإن (العنز) قد طارت في أسواقنا المحلية منذ أكثر من خمس سنوات ولحقها في الطيران الخروف والنعجة والحاشي والجمل. فهل سمعتم بربكم بـ(جمل) تطير.؟! نعم حقيقة لقد طارت كل الحيوانات التي يأكلها الإنسان ولم يعد يستغني عنها خصوصاً في منطقة الخليج والمملكة تحديداً. فالمواطن هنا اعتاد على (مفاطيح) الخراف و(أسنمة) الحشو و(ثنادي) الدجاج ولم يعد بمقدوره التخلص من هذا (الإدمان اللحومي) حتى تحول إلى مخلوق مفترس مثل الذئب والأسد والنمر التي لا يستغني عن اللحم الأحمر تماماً كما تحول أطفاله إلى مخلوقات صغيرة (جارحة) مثل الصقر والعقاب والباز والتي لا تستغني عن اللحم الأبيض. أي لحم الدجاج والحبارى والسمان و(الدُخّل) ولمن لا يعرف الأخيرة أي (الدُخّل) فإنه طائر صغير وضئيل لا يساوي لقمة واحدة للمواطن الذي يطارده في موسم العبور بالشوازن والبنادق أينما حطّ. يبقى القول أما السبب في طيران الدجاج بالذات في الأسواق والذي بلغ40% بسبب ارتفاع (مدخلات) الإنتاج العالمية كما يقول العارفون في الأمور والذين ليسوا على شاكلتي - لا تفهم حتى الآن معنى (مدخلات) كما تفهم معنى (الدُخّل). إلاّ أن الذي على شاكلتي يفهم تماماً (أن الدجاجة طارت حتى لو كانت مجمدة في الثلاجة)!!