اطلعت على مقالة الكاتب في صحيفة الجزيرة عبدالله الكثيري ودعوته الصادقة والصريحة لمعالي وزير العمل بإنصاف موظفي القطاع الخاص من ناحية المميزات التي يتمتع بها موظفو القطاع الحكومي وذلك في عدد (الجزيرة) رقم 14614 الصادر يوم الثلاثاء الموافق 16 من ذي القعدة الجاري وحقيقة لقد أصاب الكاتب في طرحه وحاول إنصاف موظفي القطاع الخاص بدعوته لتطبيق إجازة اليومين لجميع العاملين في هذا القطاع وتقليص ساعات العمل الطويلة والشاقة التي يعانون منها.
وحقيقة أيضاً أن مثل هذا التوجه فيما لو طبّق قريباً سيحفّز الشباب السعودي للعمل في القطاع الخاص بعد أن شهد في السنوات الفارطة «عزوفاً» بسبب الإجازة الأسبوعية وساعات العمل وهذا ما جعل القطاع الخاص «مرتعاً خصباً» للأجانب الذين احتلوا مكان السعودي في هذا العمل وبمباركة من أصحاب الشركات والمؤسسات الذين «طفّشوا» السعوديين بشروطهم وضغوطهم التعجيزية عليهم ونلاحظ في الغالب أن الشاب السعودي حديث التخرّج من الجامعة ويلتحق بالقطاع الخاص سواء كان شركة أو مؤسسة فإنه لا يستمر إلا أشهراً قليلة ثم يستقيل ثم يعاود الكرة مرة أخرى للبحث عن عمل آخر وتستمر نفس «المعاناة» بشروط ساعات العمل الطويلة وتحديد الإجازة الأسبوعية بيوم واحد فقط، ولعلم أرباب القطاع الخاص بأن جميع العاملين في القطاع الخاص والعام وفي كافة أقطار الأرض من المشرق إلى المغرب أنهم جميعاً يتمتعون بإجازة يومين أسبوعياً إلا عندنا فقط فهم يعملون ستة أيام في ظاهرة عجيبة وغريبة و»منفّرة» لمنتسبي القطاع الخاص مع العلم بأنهم بشر وليسوا «حجراً»!
إن قرار تحديد «إجازة اليومين» لموظفي القطاع الخاص واختصار أو تقليص ساعات العمل والذي ينتظر مئات الآلاف من المواطنين الذين يعملون فيه والذي ينتظرونه على أحرّ من الجمر سيكون له مردود إيجابي كبير على العاملين فيه وسوف يحقق لهم الارتياح النفسي وسيضاعف نشاطهم ويحفّزهم على الإبداع والإنتاج والانضباط وأهم من ذلك هو الاستمرار فيه بعد أن استحوذ القطاع الحكومي على ما نسبته 90% من رغبات المواطنين من ناحية الأمان الوظيفي والارتياح النفسي وحفظ حقوقهم، وأجزم أنه في حال تطبيقه فإن هناك فوائد عديدة سوف تتحقق وهي:
أولاً: أن القطاع الخاص الذي يشهد (عزوفاً) من المواطنين سيكون مفضّلاً لديهم ولا فرق بينه وبين القطاع الحكومي متى ما تم لهم اختصار ساعات العمل وإجازة اليومين شأنهم شأن موظفي الدولة.
ثانياً: إن «السعودة» ستكون بنسبة تفوق 90% أو تزيد في القطاع الخاص ومن ثم التخلّص من عشرات الآلاف من العاملين الأجانب وسيحل محلهم أبناء الوطن الذين لا يجدون وظائف تناسبهم وتحقق آمالهم.
ثالثاً: سيكون هناك «عدالة ومساواة» بين موظف الدولة وموظف القطاع الخاص.
رابعاً: سنكون مثل جميع أنظمة العالم التي تطبّق إجازة اليومين.
خامساً: «إجازة اليومين» سوف تريح الموظف السعودي وتجدد طاقاته بعد أن يستمتع كغيره بإجازة أسبوعية كافية.
سادساً: إن مجتمعنا السعودي يختلف عن غيره من المجتمعات الأخرى من ناحية العادات والتقاليد، حيث الأفراح والمناسبات يومي الخميس والجمعة والتي يحرم من حضورها موظف القطاع الخاص بينما يستمتع بها الموظف الحكومي.
وهناك العديد من الفوائد التي لا يتسع المجال لذكرها والتي ستعم فائدتها على العاملين وأرباب القطاع الخاص وعلى الوطن بشكل عام، وعموماً وكما قال الكثيري هذا «سعودي وذاك سعودي» ويجب أن يتم مساواتهم في الحقوق والواجبات العملية.
وأختم مذكّراً أصحاب العمل بأن الإنسان ليس «آلة» تعمل على مدار الساعة وأذكّرهم أيضاً هل يرضون ذلك لأنفسهم أو لأبنائهم بأن يعملون ستة أيام في الأسبوع وثماني ساعات في اليوم؟
إنني آمل من معالي وزير العمل المضي قدماً لتنفيذ هذا القرار قريباً.
- خالد التويم - موظف أهلي - الرياض