قرأت ما كتبه الأستاذ سعد الدوسري في عموده اليومي باتجاه الأبيض بعنوان «فخامة مدير الجامعة» بعدد الجزيرة ليوم الأربعاء الموافق 17-11-1433هـ، حول ما نشرته جريدة عكاظ لمكتب مدير إحدى الجامعات في المنطقة الجنوبية، وما أشار إليه الكاتب الكريم من دهشته لفخامة المكتب وكأنه يحاكي عصور الإمبراطوريات الأوروبية القديمة، وذلك لفخامة أثاثه وكبر مساحته، وتساءل عما يهم في مكتب مدير الجامعة هل هي الستائر والقهوجية أو الأثاث، مؤكداً على المنجزات التي تحققها الجامعة وليس بهرجة المكتب وفخامة أثاثه واتساع مساحته.
وأعتقد أن جمال المكتب وفخامته ليست سلبية بقدر ما وصفه الكاتب، إذ إن المكتب وأثاثه من بيئة العمل التي يجب أن تكون جيدة سيما لأعلى مسؤول في الجامعة، لكن المبالغة هي الأمر الممقوت وغير المحبب حتى في كل شيء، وقد يتفق الجميع على أنه إذا كان لا يوجد لدى الجامعة من إنجاز يشار إليه إلا ضخامة وفخامة مكتب مديرها فهذا هو الأمر السلبي، وليسمح لي القارئ أن أوضح أن ما يهم هو جهد وعمل مدير الجامعة بصرف النظر عن مكتبه فهو لا يهم الطالب والمجتمع، بل الذي يهمهم هو إدارة معاليه وإنجازات جامعته، وأعتقد أن ليس كل مكاتب مدراء الجامعات على شاكلة المكتب الذي يتحدث عنه كاتبنا العزيز الذي لم يشاهده إلا عبر الصورة، وقد تكون الصورة لها إضافات براقة تخالف الواقع، أما عن مشاهدتي لمكتب أحد مدراء الجامعات وهو مكتب مدير جامعة شقراء معالي الدكتور سعيد تركي الملّة، حيث تشرفت بمقابلته قبل عدّة أيام ووجدت مكتبه متواضعاً كتواضعه، ولم تنشغل عيوني بفخامة الأثاث أو الإضاءة ما عدا جاذبية معاليه لكل زائريه ومن يقابلهم في أي شأن من شؤون الجامعة، وخرجت من مكتبه وأنا أكثر تفاؤلاً من أنّ مدراء الجامعات إن شاء الله على شاكلته حباً للوطن خدمة للعلم والعلماء، فالرجال يقاسون بعطاءاتهم وجهودهم ولا تهمنا مكاتبهم وفخامتها.
- محمد المسفر - شقراء