تقاعس وعجز المجتمع الدولي في معالجة الأزمة السورية أصبح واضحا وجليا كالشمس وقد تَبين هذا العجز من خلال المشاورات التي جرت وتجري باستمرار في أروقة مجلس الأمن الدولي من قبل الدول المؤثرة في هذا المجلس، إن مرد هذا العجز يعود إلى حدة الخلافات والتقاطعات السياسية بين الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالقضية السورية، وبالتالي غياب الجهد الفعّال لحل هذه الأزمة، إذ لم تظهر تلك الفاعلية حتى الآن، على الرغم من معاناة الشعب السوري المستمرة، إن جل هذه الأطراف لم تأخذ بعين الاعتبار مصالح وتطلعات الشعب السوري المعذب، في الوقت الذي تحاول فيه أكثر من جهة تحقيق أجندة متعددة الأوجه من خلال الأزمة السورية وجراحات الشعب، لقد انعكس الخلاف الدولي والإقليمي وكذلك الخلاف بين مختلف أطراف المعارضة السورية على حياة الشعب السوري، خصوصاً الإنسانية منها، وهذا ما يعكسه حجم المعاناة التي يعانيها هذا الشعب، من سفك ٍ للدماء على يد أكثر من جهة وطرف، وحركة تهجير واسعة في الداخل والخارج، إضافة إلى حجم الدمار والتخريب والهدم الذي لحق بالبنية التحتية لهذا البلد.
لقد بات واضحاً وجود بون شاسع وتقاطع كبير بين ما يصبو إليه الشعب السوري، وما يخطط له في أكثر من عاصمة إقليمية ودولية، ووفقاً للرؤية التي يرونها، وارتباط المصالح الآنية والاستراتيجية بمدى ما يتحقق من تحولات سياسية في الجانب السوري، هذه الحقيقة يجب أن يدركها الجميع ويعيها، وهو ما يفسر هذا التخبط الدولي والإقليمي في معالجة الأزمة السورية، في حين أن ما نشاهده اليوم من تحركات سياسية يقوم بها هذا الطرف أو ذاك لا يعدو أن يكون إلا ذراً للرماد في العيون، لأنه لم يتجاوز حدود التصريح هنا، والتنديد هناك، إن الخلافات السياسية الدولية على أكثر من صعيد بشأن حل هذه الأزمة يعد دليلا على دليل على مدى تشابكها، واتساع نطاق تأثيرها الدولي والإقليمي، أن ما تشهده الأزمة السورية منذ اندلاعها وحتى اللحظة من تحركات وأعمال مريبة تؤكدها الشواهد كلها أن ما يجري في سورية يُراد نقله وتصديره إلى ما وراء الحدود لغايات إقليمه ودولية وفق مخططات رمادية حجمها حجم الحريق واللهب الكثيف.
ramadanalanezi@hotmail.comramadanjready @