كلما أراد أحد التافهين فظن أنه باستطاعته الإساءة إلى الدين الإسلامي أو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أتت النتائج عكس مايتمناه، وبتدبير إلهي وليس برد فعل كثير من المسلمين. ليتنا نقرأ بين السطور ونتأمل في قصص وأحداث تقع في الدول الغربية ومنها فرنسا تحديدا، فهناك قصتان تدللان على مانقول.
قبل أسبوع وفي مدينة ستراسبورغ الفرنسية وحاضنة البرلمان الأوروبي تم افتتاح أكبر مسجد في أوروبا برعاية الحكومة الفرنسية وشخصيات اسلامية وغربية، من إعلاميين ومثقفين ودبلوماسيين، وبجهود مسلمين ردوا بكل تحضر وأبانوا صورة الإسلام المشرقة، فهل هناك رد أعظم من هذا على من حاول الإساءة إلى الإسلام ونبيه ؟! مثل تلك المجلة الفرنسية التي نشرت الرسوم التافهة عن النبي الكريم. قصة المسجد وافتتاحه بالفعل مثال للإرادة والمثابرة وسلوك الطرق القانونية والحضارية من قبل المجلس الإسلامي الفرنسي، والذي يمثل المسلمين الفرنسيين ومعظمهم ذوو أصول عربية مغاربية بالإضافة إلى المسلمين من أصل فرنسي. فقد واجه المشروع عقبات عديدة أكبرها رفض الحكومة اليمينية السابقة في فرنسا منح التصريح لإقامة المسجد، عدا عن التمويل اللازم، لكن بمتابعة القائمين على المشروع وإخلاصهم ومساهمة بعض الدول العربية كالمملكة والمغرب والكويت، ثم المطالبات القانونية للحكومة الجديدة تم افتتاحه وسط احتفال حضاري شهده قساوسة وحاخامات رحبوا حقيقة بإقامة المسجد، في مشهد يمثل عظمة الإسلام وأن شمسه يصل إشعاعها كل أرجاء الأرض. فليت البعض تفكر وقرأ بين السطور وتأمل في الأحداث بدل هز الرؤوس ببلاهة مقيتة. القصة الثانية وقد تكون أكثر تأثيرا ليس فينا فحسب وإنما في الفرنسيين وباقي الغربيين، وهي إشهار مغنية فرنسية إسلامها ونشرها لكتاب يحكي قصتها. ميلاني جورجياس (32 سنة) من أب قبرصي وأم فرنسية واسم الشهرة هو ديامس تروي في كتابها الذي صدر في باريس قبل أيام قصة تحولها إلى الإسلام وأنه جاء نتيجة قراءة وتفكير عميقين. تروي في كتابها قصتها مع النجومية وأضوائها وإرهاقها حتى غدت سجينة هذه الشهرة، فكان أن مرت بحالات كآبة دعتها لمراجعة عيادة نفسية للعلاج منها، إلى أن عرفت الإسلام فلم تتردد باعتناقه وكان ذلك في جزر موريشيس، وأخذت تقرأ القرآن وارتدت الحجاب. والرائع أنها أكملت فنها ولكن بروح جديدة فطرحت اسطوانة تحكي تحولها وتدعو فيها إلى الإيمان بطريقتها ولعلها لخصت ذلك بقولها (أحسست بأنه من الصعب علي التحدث عن الدين إلى أناس غير مؤمنين أصلا، ان كل ما أريد قوله موجود في اسطوانتي). ولتكتمل روعة القصة، فان ديامس أخذت تنفق الكثير من عائدات عملها على مؤسسة لرعاية الأيتام، فأين من يملأون فضاءاتنا العربية بنعيقهم لكي يساهموا ولو بجزء من (فنهم) لأغنيات تدعو إلى اقيم والسلوك المتحضر، ويتبرعوا بجزء من دخولهم لأعمال الخير. هذه قصة لمغنية أسلمت، كما نشرتها الزميلة (الشرق الأوسط)، فلنتأمل في توقيتها ومكانها!، فهل هناك رد أعظم وأبلغ من هذا!، دمتم في رعاية الله.
omar800@hotmail.com