رحم الله الزميل الأستاذ سليمان العيسى، المذيع الذي كان يتفاءل المواطن السعودي عندما يخرج عليهم من شاشات التلفزيون ناقلاً لهم إحدى البشائر التي تسعد المواطنين من خلال إذاعة البيانات والقرارات والأوامر الملكية.
أبو محمد، الذي كان لنا في الجزيرة شرف مزاملته كاتباً، نسعد به في مكاتب الجزيرة، كان لطيف المعشر، عفيف اللسان، يهبُّ لمساعدة كل من يقصده، ولا يغضب من النقد أو عندما تختلف معه في الرأي. كان يجمعنا مع الفقيد - نحن الرعيل الأول في جريدة الجزيرة - في المبنى القديم أمام الأمن العام، والمبنى الجديد في حي الصحافة في سنواته الأولى اجتماع أسبوعي لهيئة التحرير، كانت آراؤه واقتراحاته واضحة ومباشرة، لا يفرض رأيه، ويتلقى بابتسامة أي نقاش، وبعضه كان حاداً، ورغم كثرة تلك الاجتماعات لم أرَ سليمان العيسى غاضباً أو منفعلاً.
أما خارج مبنى الجزيرة فقد كان الأستاذ سليمان العيسى معيناً ومساعداً لكل الزملاء والإعلاميين في المناسبات الوطنية داخل المملكة وخارجها، وكان كثيراً ما يتدخل لمساعدة الزملاء عند حدوث أي إشكال مع الحراسة أو رجال المراسم؛ فقد كان ينصر الإعلامي صحفياً كان أو مذيعاً أو مُعِدَّ برامج، ويحل أي إشكال مع منظمي الاحتفالات، ويزكي الصحفيين والإعلاميين، ويزوِّدهم بالمعلومات التي تساعدهم على أداء مهامهم، وفي الرحلات الخارجية يبذل جهوداً كبيرة لتسهيل عمل الصحفيين والإعلاميين، خاصة في مجالات السفر والإقامة. ولأن الصحفي والإعلامي يرغب في أن يكون قريباً من المسؤول في سفره وفي إقامته فإن هذه الخدمة تمثل أقصى ما يسعى إليه الصحفي، ويقدر من يساعده على تحقيق هذا الهدف؛ لذلك كان أبو محمد سليمان العيسى محبوباً من جميع الصحفيين والإعلاميين السعوديين وغير السعوديين.
رحل الأستاذ سليمان العيسى، وسيفتقد السعوديون إطلالته التي كانت تبشرهم بأن هناك خبراً مهماً يحمل الخير لهم؛ لذلك كان الجميع حزيناً لفقدان سليمان العيسى، الذي كان بصمة إعلامية سعودية مميزة.
رحم الله أبا محمد، وأدخله جناته، وألهم أهله وأبناءه وإخوانه وزملاءه الصحفيين الصبر على فقدان هذه الهامة الإعلامية الكبيرة.
jaser@al-jazirah.com.sa