|
الجزيرة - أحلام الزعيم - محمد الغشام:
طالب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد معالي الأستاذ محمد الشريف رجال الثقافة والإعلام بالعمل على النهوض بالمجتمع وترسيخ ثقافة النزاهة. وأكد في المحاضرة التي ألقاها أمس الأول في النادي الأدبي بالرياض بعنوان (النزاهة.. ومعركة الفساد) أن معركة الفساد ليست معركة الهيئة وحدها بل معركة كل من يعيش على أرض هذا الوطن ويعد شريكاً للهيئة في هذه المسؤولية من منطلقات دينية وأخلاقية ووطنية.
وأضاف بأن تأثير الفساد لا يخفى على أحد وله تأثير سلبي مباشر يدمر التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم لأنه يعيق قدرة الدول على تحقيق الازدهار والتنمية المستدامة لشعوبها.
وشهدت المحاضرة التي ألقاها الشريف حضور نائبيه لحماية النزاهة الدكتور عبدالله العبد القادر ولمكافحة الفساد أسامة الربيعة وعدد من الأدباء والمثقفين. وشهدت بداية المحاضرة تقديماً للضيف من قبل رئيس النادي الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي تطرق فيه للمناصب التي تقلدها قبل أن يكون رئيساً للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
وكشف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أنه ليس من صلاحية الهيئة تعيين مندوبين لها في المشاريع الكبيرة أو المناقصات الحكومية لأن ذلك يدخلها في المسائل التنفيذية, معتبرا أنه ليس المطلوب من الهيئة أن تغطي كل المشاريع. وشدد في إجابة على سؤال تكرر حول تقاطع اختصاصات الهيئة مع اختصاصات غيرها من الجهات الرقابية على عدم تداخل صلاحيات وأعمال الهيئة في كل من ديوان المراقبة العامة الذي عرف رقابته بأنها رقابة لاحقة على المال العام, ولا متقاطعة مع هيئة الرقابة والتحقيق المختصة بمراقبة موظفي الدولة. وقال الشريف إن الهيئة تعتزم فتح أقسام نسائية تابعة لها قريبا غير أنها انشغلت بتأسيس الأقسام الأولية لها في مناطق المختلفة من المملكة. جاء ذلك في ندوة أقامها النادي الأدبي تحت عنوان «نزاهة ومعركة الفساد» والتي استضاف فيها رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الدكتور عبدالله الشريف.
وأكد الشريف أن الهيئة تضمن حماية المبلغين عن الفساد في حال تعرضهم للضغط أو الملاحقة أو الإيذاء بسبب بلاغاتهم المقدمة للهيئة. ولم ينف وصول بلاغات كيدية إلى الهيئة غير أنه وصفها بـ»المحدودة» نظرا لما يتطلبه البلاغ من معلومات شخصية كاملة بحيث لا يتم التعامل مع أي بلاغ لا يشمل سبل التواصل مع مقدمه إضافة إلى اسمه الصريح ورقم هويته الوطنية. وأضاف الشريف أن الهيئة يصلها ما يقارب 100 بلاغ يوميا مشيرا إلى أن هذا يدل على تعرف العامة على الهيئة وظنهم الحسن بها.
من ناحية ثانية صرح الشريف أن الهيئة لم تواجه أي صعوبات في الوصول إلى كائن من كان ولم تواجه أي استثناءات مشددا أن صلاحيات الهيئة مطلقة خاصة وأنها لا تتبع جهة معينة وإنما مرجعها الملك مباشرة. وقال في إجابة عن سؤال حول المعوقات التي تقف في طريق انطلاق الهيئة: «لا يوجد معوقات تذكر غير أننا في انتظار استكمال كادرنا البشري». وأشار أن الإدلاء بالذمة المالية مطلوب من بعض الموظفين ليس استثناء للآخرين وإنما لتحديد من لهم القدرة على الصرف أو التلاعب بالمال العام عبر الصلاحيات الممنوحة له من خلال وظيفته كموظفي المالية, المنافسات الحكومية, أو من لهم قرارات تؤثر على ممتلكات الدولة وليس المقصود استثناء الآخرين. كما طرحت المداخلات عدداً من القضايا المتعلقة بمكافحة الفساد على رئيس الهيئة, حيث اعتبر د. أحمد العرفج أن عامة الناس أصبحوا أكثر تقدما في ملاحقتهم لقضايا الفساد من الهيئة نفسها, إضافة إلى أن عدد المنتسبين للهيئة قليل بالمقارنة مع الفساد الموجود. فيما تساءل د. جاسر الجاسر عن مدى التفاؤل بالهيئة وهل ستحقق تغيراً ملموساً أم ستمتص إحباطات الناس فحسب؟ وعن احتمالية اختراق الفساد للهيئة؟ وعن قدرة الهيئة على اختراق الفساد وعرض د. أمجاد الروقي ما يحدث من المتنفذين الذين يحصلون على الوظائف من خلال اتصالاتهم الهاتفية فيما ينتظر الخريجون أعواماً حتى يعينوا.
وأجاب الشريف أنه متفائل بالهيئة رغم عدم وجود أي إحصائية تشير إلى حجم الفساد أو مقدار الأموال المهدورة بسبب الفساد, غير أنه عبر عن عدم رضاه عما قدمته الهيئة حتى الآن معتبراً أنها في بداية طريقها وأن المنتظر تعاون جميع الجهات والمواطنين معها. وأضاف أن الهيئة تتابع الأوامر الملكية المتعلقة بالتوظيف والتثبيت خصوصا وأنها مهتمة بأي بلاغ يصلها بهذا الخصوص. واختتم الشريف حديثه بتوضيح موقف الهيئة من التشهير حيث قال إن التشهير يعتبر عقوبة متعدية ولا يمكن العمل بالتشهير إلا إذا صدر في حكم المحكمة كأحد الإجراءات الجزائية التي تفرضها المحكمة.
****
مقتطفات
- بدأت المحاضرة وانتهت بآيات من القرآن الكريم
- حضور جمهور كبير وتفاعل بشكل كبير مع المداخلات
- بعد المقدمة لدقائق معدودة استغرقت محاضرة الشريف 20 دقيقة
- بدأ الحضور التوافد من الساعة 7.45 والمحاضرة بدأت 8.30
- المحاضرة شهدت تغطية كبيرة من قبل الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية
- حظيت المحاضرة بتغطية إعلامية نسائية وحضور نسائي كبير
- تم استعراض عدد من المداخلات عبر تويتر