اللقاء الذي عقدته الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن) بكلية التربية بجامعة الملك سعود حول رؤية الدكتور محمد الرشيد لتطوير التربية الدينية اجتذب عدداً طيباً من الحضور من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالموضوع وبرزت خلال هذه الندوة العديد
من وجهات النظر حول تطوير المناهج الدينية. وموضوع تطوير المناهج الدينية أو تعديلها ليس موضوعاً جديداً بل إن هذا الموضوع طرح مرات عدة على مدار سنين عدة وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكتب حوله الكثير وأجريت حوله الكثير من اللقاءات والأحاديث في وسائل الإعلام المختلفة التي تناولت المناهج الدينية في الوطن العربي بشكل عام. طرح الموضوع من قبل الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية يعد اختياراً جيداً فقد لامست الجمعية موضوعاً مجتمعياً وتربوياً ودينياً هاماً له تأثيره على النشء من البنين والبنات وقدمت موضوعاً يخرج عن الإطار التقليدي في الموضوعات المقدمة حول العملية التعليمية مثل المعلم والإدارة والإشراف، في هذا اللقاء طالب الدكتور الرشيد بإجراء بعض التعديلات على المناهج الدينية لكي تتماشى مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه وقد أشار هذا الطرح إلى الكثير من وجهات النظر بين مؤيد ومعارض وقدمت الكثير من المداخلات المختلفة، ومع أن هناك حاجة لتطوير المناهج الدينية إلا أننا يجب ألا ننظر إلى مناهجنا الدينية بسلبية تامة فهناك كثير من الإيجابيات لهذه المناهج فقد تربى في ضوئها أجيال كثيرة وأصبحوا قادة في هذا المجتمع وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه المناهج تعد رائدة في المجال التعليمي المدرسي في العالم العربي والإسلامي ولكن هذا لا يمنع من التعديل والتطوير، ويبقى الأهم من حفظ القواعد الدينية تحويلها إلى سلوكيات تنعكس في حياة الشباب والشابات وهنا يأتي دور العلم وطرق التدريس والتقويم وتقديم المنهج الديني كطريقة للحياة والتعامل وحسن الخلق الإنساني. إن التعديل والتطوير في المناهج لا يقتصر على المناهج الدينية ويجب ألا يكون تركيزنا منصباً على تطوير هذه المناهج فقط بل على جميع المناهج في اللغة العربية والرياضيات والعلوم والحاسب والتربية الرياضية والفنية.
وهذا يجعلنا نتساءل عن النتائج التي توصلت إليها اللجان العاملة في تطوير المناهج في وزارة التربية والتعليم أو في مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم.
التقويم والتطوير والتعديل في المناهج التعليمية عملية متكاملة لا ينفصل جزء منها عن الآخر فكما نتحدث عن تطوير المناهج الدينية يجب أن نعطي نفس الأهمية للمناهج الأخرى. ومن بين الكثير من المداخلات التي قدمت في هذا اللقاء أجد أن مداخلة الدكتور أحمد التويجري أتت بشكل جميل فقد بدأها بأبيات من الشعر لأحد الشعراء العرب القدامى معبراً فيها عن حبه لجامعة الملك سعود، واستطرد أن الهدف من تطوير المناهج الدينية وهدف مقدم المحاضرة وهدفنا جميعاً هو خدمة المجتمع والوطن والدين الإسلامي.
وعلى الله الاتكال.