|
دمشق - بيروت - أنقرة - وكالات:
هزَّ هجوم انتحاري مزدوج محافظة ريف دمشق مستهدفاً الفرع الرئيس للمخابرات الجوية ليل الاثنين الثلاثاء, مما أدى الى مقتل عشرات الأشخاص، حسبما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أمس الثلاثاء. وغداة وقوع الهجوم في مدينة حرستا بريف دمشق, تجدد القصف على المدينة صباح أمس بعد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة عند منتصف ليل الثلاثاء إثر وقوع تفجيرين انتحاريين. كما واصلت القوات السورية أعمال العنف في أنحاء البلاد لا سيما في مدينة حلب التي ما زالت تتعرض أحياؤها لقصف عنيف. وقتل أكثر من 100 شخص أمس برصاص قوات الأسد, وذلك غداة يوم دام راح ضحيته أكثر من 210 أشخاص في أرجاء سوريا. وقال عبد الرحمن في اتصال هاتفي «قتل عشرات الأشخاص في الهجوم الذي استهدف فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا»، مشيراً الى أن «مصير مئات السجناء المعتقلين في أقبية الفرع ما زال مجهولاً». وأبدى عبد الرحمن خشيته على مصير المعتقلين في الفرع الذي يعد «أكبر مركز اعتقال في ريف دمشق». وكانت «جبهة النصرة» الإسلامية المتطرفة تبنت الهجوم الذي نفذه انتحاريان بسيارتين مفخختين إحداهما سيارة إسعاف، وتلاه قصف الفرع بقذائف الهاون. وفي العاصمة دمشق, ذكر المرصد أن حي «القابون» شهد انتشاراً أمنياً كثيفاً أمس فيما تعرض حي التضامن ونهر عيشة للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الاثنين الثلاثاء رافقها اشتباكات بين الثوار والقوات النظامية. وفي محافظة دير الزور, أفاد المرصد بأن حي «الجبيلة» تعرض فجر أمس للقصف من قبل القوات النظامية. وفي مدينة حلب, تعرض العديد من أحياء المدينة للقصف من قبل القوات النظامية مما أدى إلى سقوط جرحى وتضرر عدد من المنازل, بحسب المرصد. وأضاف أن اشتباكات دارت بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في حي «بستان الباشا» في حلب. كما دارت معارك عنيفة بين القوات النظامية والثوار في قرية دركوش بمدينة إدلب شمال سورية. وفي حمص, اقتحمت القوات السورية أمس حي الخالدية أحد أبرز معاقل المعارضة المسلحة في المدينة. من جهة أخرى, لا تزال الحدود السورية التركية هادئة منذ صباح أمس في ظل الوجود الأمني المكثف للجيش التركي في أعقاب سقوط عدة قذائف مورتر سورية. وزار رئيس الأركان العامة التركي إقليم هاتاي على متن طائرة هليكوبتر لتفقد الوضع الأمني على طول الحدود مع التزام الجنود الأترك بدورياتهم وتمركز حاملات الأفراد المدرعة في مواجهة سوريا. وفي مدينة اكاكالي الحدودية المزدحمة عادة خلت الشوارع من المارة ولا تزال المحال مغلقة, والناس ما زالوا خائفين لدرجة أنهم لا يبرحون منازلهم. وسقطت قذيفة مورتر أطلقت من سوريا على منزل في اكاكالي يوم الأربعاء فقتلت خمسة أشخاص في حين سقطت أخرى على مجمع لمجلس الحبوب التركي الذي يبعد بضعة مئات من الأمتار عن اكاكالي يوم الاحد (7 اكتوبر). وردت تركيا لستة أيام متتالية على القصف القادم من شمال سوريا. بدوره, اعتبر رئيس الهيئة القيادية في حزب العمال الكردستاني مراد قره يلان أن تركيا تخشى «تكرار تجربة» أقليم كردستان العراق في سوريا، ولذلك تسعى الى منع «تطور قضية الأكراد» في هذا البلد. وقال المسؤول العسكري الكبير في الحزب الكردي المتمرد، إن «التطورات في المنطقة وبالأخص التطورات في سوريا وبروز قضية كردية فيها، تثير قلق الحكومة التركية». وأضاف أن الحكومة التركية «تخشى تكرار تجربة إقليم كردستان العراق في سوريا» التي تشهد منذ منتصف مارس 2011 نزاعاً دامياً بين النظام والمعارضة المسلحة.