|
الدمام ـ فايز المزروعي:
ارتفع الطلب على الريال السعودي في البحرين حاليًا، بنسب كبيرة تراوحت ما بين 50 إلى 60 في المئة، وذلك مع بداية العدِّ التنازلي لقرب أداء فريضة الحج، بعد أن استمر الارتفاع بشكل طفيف منذ بداية رمضان بنسبة لم تتجاوز 20 في المئة نتيجة لكثرة المعتمرين في هذا الشهر.
وأوضح لـ»الجزيرة» خليل محمد مسؤول خدمات العملاء في إحدى شركات الصرافة البحرينيَّة، أنه من المحتمل ارتفاع الريال ضمن مقاييس محددة، عازيًا هذا الارتفاع إلى حاجة الكثير من البحرينيين للعملة السعوديَّة أثناء أداء فريضة الحج، ملمحًا إلى أن الطلب الكبير على الريال من قبل البحرينيين خلال العمرة أعطى مؤشرًا قويًّا على ارتفاع الطلب على الريال.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن سوق الصرافة في البحرين تعرض لمضاربات على نطاق واسع خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى وجود عدد من تجار العملة غير البحرينيين، الأمر الذي أثر نوعًا ما على سوق الصرافة، حيث إنه من الممكن نشوء سوق سوداء حال استمرار الوضع كما عليه، وذلك مقارنة بما حدث سابقًا من ارتفاع لأسعار الدينار العراقي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في تاريخ تداول هذه العملة في أسواق البحرين بسبب هؤلاء التجار.
وكانت شركات الصرافة البحرينيَّة قد شهدت خلال رمضان، إقبالاً كبيرًا بلغ ذروته مع اقتراب العيد، حيث قدر بعض أصحاب هذه الشركات زيادة الطلب على العملات بما يفوق50 في المئة مقارنة بالأيام العاديَّة.
وأكَّد عددٌ من مسؤولي شركات الصرافة، أن الطلب على العملات في ارتفاع مستمر ويقدر بـ30 في المئة سنويًّا بسبب النهضة الاقتصاديَّة والعمرانيَّة التي تشهدها السعوديَّة واستقطابها العديد من الشركات العالميَّة والعمالة الوافدة، لافتين إلى أن رمضان والأعياد يشهدان إقبالاً كبيرًا على العملات، خاصة على الريال السعودي بسبب موسم العمرة، إلى جانب الإقبال على عملات بعض الدول العربيَّة والآسيويَّة بسبب تحويلات المقيمين لذويهم بمناسبة العيد.
ويَرَى مسؤولو الصرافة أن زيادة أعداد المعتمرين تُعدُّ أحد أسباب ارتفاع سعر الريال، مشيرين إلى أن ذروة ارتفاع سعر صرفه تكون دائمًا في رمضان وموسم الحجِّ، كما أن الإقبال المبكر على العمرة ساهم في زيادة الطلب على الريال ومن ثمَّ ارتفاع سعره، حيث إن حركة عرض الريال كانت قد تراجعت بعد انتهاء موسم الصيف والإجازات وعودة السائحين السعوديين.
وعلى الصعيد ذاته، تحرك الطلب على الريال في تعاملات شركات الصرافة المصريَّة خلال الأيام الماضيَّة، تزامنًا مع قرب موسم الحجِّ الحالي، حيث تلقت الشركات طلبات كثيرة من المعتمرين أو الحجاج، وشركات سياحيَّة، لشراء كميات كبيرة من الريال استعدادًا لموسم الحجِّ.
وأكَّد أصحاب شركات صرافة في مصر أن وفرة المعروض من الريال يعطى اطمئنانًا للحجاج المصريين، بعدم وجود أيّة أزمات عند طلبه، إذ إن البنوك تلقت مبالغ كبيرة من الريال من شركات الصرافة، خلال الأيام الماضيَّة.
وعزا أصحاب تلك الشركات عدم اشتداد الطلب على الريال رغم قرب قدوم موسم الحجِّ إلى عدَّة أسباب؛ منها أن هناك من قام بتدبير احتياجاته مبكرًا حتَّى لا ينتظر إلى آخر لحظة، وهناك من أخذ وعودًا من الشركات بوجود الريال في أي وقت وبأيِّ كميَّة والبعض الآخر تلقي تحويلات من ذويه من العاملين في السعوديَّة، اختصارًا لأيّة تعاملات سواءً مع البنوك أو شركات الصرافة.