تجربة قد تتكرر في معظم بيوتنا: نرسل ابننا مع السائق للصيدلية لكي يشتري دواءً للسعال، ونعطيه المال الذي يزيد عن الحاجة. الصيدلي يرى الابن في التاسعة أو العاشرة من العمر، فيعطيه أغلى ما لديه من الأدوية والمضادات الحيوية التي قد لا يحتاجها، فهو في النهاية لن يناقشه في أمر نوعية الأدوية ولا مقدار المبلغ.
الأنظمة في الصيدليات يجب أن تكون صارمة. لا أطفال يصرفون الأدوية. فقط الشخص الراشد هو من يفعل ذلك. لا مضادات حيوية إلا بوصفات طبية. الخيارات في أنواع الأدوية وأسعارها يجب أن تكون متاحة.
ما هو رأي مديريات الشؤون الصحية بهذه الإجراءات؟! ألا يجب أن تعمّمها على كل الصيدليات وأن تضع لها آليات رقابية صارمة؟! أظن أن الأمر ليس صعباً ولا مستحيلاً، والهدف منه حماية صحة المواطن. وإن لم يتحقق، فمن الممكن أن تتسبب هذه الأدوية في مشاكل صحية له، وسوف لن يعالجه سوى المؤسسة الطبية الحكومية. فلماذا لا نتخذ الإجراءات الأسهل لكي نوفر على أنفسنا الإجراءات الأصعب والأكثر كلفة؟! لماذا لا نفكر إلا بحلول اليوم، لماذا نتجاهل الغد؟! لماذا لا نتوقف لبرهة ونسأل أنفسنا:
- ما مصدر كل هذه الأمراض التي تعج بها بلادنا؟!