لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يتعرض الهلال إلى هكذا هزيمة قاسية على ارضه وبين حشد جماهيري أزرق زحف لدعم الفريق.. الخروج كان وارداً وموضوعاً في الحسبان ولكن بنتيجة أقل قسوة وأقرب منطقية كأن يتعادل أو يكسب بفارق هدف أو يخسر بمثله..
*ردود الأفعال عقب المباراة ونركز هنا على نقد المحبين وليس هؤلاء الشامتون الجذلون بخروج الهلال السعودي.. وظهرت في (مانشتاتهم) وعناوين صحفهم ومقالاتهم.. فهؤلاء يمنحهم الهلال فرصة للتنفيس والفضفضة والفرح ولو مرة في السنة.. فأنعم به من فريق ينثر الفرح حتى وهو يخسر..
* أما الناقدون الآخرون المحبون فهم اندفعوا صوب الإدارة والرئيس وصبوا جام غضبهم نحوه.. وحملوه المسؤولية وطالبوه بالاستقالة والرحيل.. وربما القلة من حاول تفكيك ما حصل وتفنيد أسباب الخروج فنياً ونقاط الضعف والسلبيات.. ويقدم ولو على عجل قراءة تاريخية توضح بعضاً من مسببات الخروج الأزرق الذي تكرر كثيراً وبنفس الصورة.
* ولست هنا معنياً بأن أقيلوا هذا.. أو يرحل.. أو يبقى.. أنا معني فقط أوضح السلبيات ومكامن القصور والخطأ.. أما الإدارة والرئيس فيوجد جمعية عمومية ويوجد أعضاء شرف مؤثرين.. لديهم القدرة على مناقشة الرئيس ومطالبته بالرحيل إذا كانت مصلحة الهلال بمغادرته.. خصوصا أنه ما زال في فترة رئاسته..
* لكن المؤكد أن على الرئيس تغيير جانب من منهجيته وفلسفته في إدارة النادي وفي إبرام العقود والصفقات.. وتوسيع دائرة المستشارين والاستعانة بخبرات هلالية تعرف أسرار الفريق وتاريخه وطبيعة المنافسات.. وليس الاكتفاء بآراء دائرة ضيقة خبراتهم الكروية قليلة خصوصا بالنسبة للهلال..
* أما رؤيتي الفنية حول الخروج ونصيب المدرب كمبواريه فيها.. فقد وضحتها في برنامج (الملعب).. فالمدرب دق مسمار نعش الخروج منذ مباراة الذهاب.. عند ما أخفق في التشكيل واستعان بلاعبين بعيدين عن أجواء المباريات ووضع الجاهزين على الدكة.. وهذا خطأ الإدارة التي أحضرت مدرباً جديداً وسلمته الخيط والمخيط.. ولم تضع معه مديراً فنيا يفهم الهلال ولاعبيه وطبيعة المنافسات.. خصوصا بعد رحيل سامي الجابر لفرنسا.
* وكمبواريه قد يكون مدرباً جيداً.. لكن مشكلته إنه يريد تشكيل هوية كروية جديدة للفريق.. ويكيف الفريق على افكاره وليس العكس.. وكان حرياً أن يبني على الفريق ويضيف.. وليس يفتت مقوماته.. وأعني تحديداً مكمن قوة الفريق وسر انتصاراته خلال الأعوام الأخيرة وهو (خط الوسط).. فوضع أبرز لاعبيه على الدكة.. وإذا ضاع الوسط ضاع الفريق.. لذا كان الفريق بلا هوية في الذهاب.. وافتقد صناعة الألعاب في الإياب.
* وما يحسب على كمبواريه أنه وكما ذكرت يريد تكييف الفريق على فلسفته.. فصار يلعب برأسي حربة.. وهذا مقبول.. ولكن الإصرار عليها في كل مباراة وظرف ربما هذا هو مكمن التحفظ عليه.. فلماذا لا يجرب طريقة 5 -1.. حسب الظروف ونوعية المباريات.. وهي طريقة نجح فيها الهلال كثيرا.. ألم يكن الأولى اللعب في مباراة الذهاب بخمسة في الوسط؟
* من سلبيات كمبواريه البرود والبطء في التغيير والتدخل.. فكما تأخر في تغييراته في الذهاب.. ففي الإياب وضح تفكك الوسط وافتقاده لصناعة الألعاب وأن الفريق عاجز على أن يصنع حتى فرصه.. بل كان هدف كوري يلوح في الأفق.. وكان حريا التدخل في أول ربع ساعة لانتشال الفريق.. ولكن تأخر.. واهتزت الشباك مرة ومرتين.. ولم يحرك ساكنا إلا في آخر دقيقة!! من الشوط الأول.. بعد أن أقلعت الطيور..
ثقافة الذهاب والإياب
من أهم أسباب الخروج الهلالي في المواسم الأخيرة آسيوياً.. والتي لم أر ناقدا أو صحفياً تطرق له حسب متابعتي المحدودة.. هي في مشكلة التعامل بشكل صحيح وذكي مع طبيعة مباريات الذهاب والإياب.. فما زالت الذهنية أن الحسم في الإياب..
* ومن سوء حظ الهلال أن القرعة جعلت مباريات الذهاب خارج أرضه.. فأصبح الفريق يرمي ثقله في التسعين الدقيقة الثانية.. أما الذهاب فالهلاليون يذهبون ولديهم قابلية الاقتناع بالتعادل السلبي أو حتى الخسارة بهدف.. لذا لم يستطع الفوز على وحدة الإمارات بأبوظبي حتى وهو يلعب معه على باب واحد.. لأن الإصرار على الفوز ضعيف.. بتأثير وجود مباراة إياب بين الأنصار.. حتى المدرب لا يغامر حتى لو لاحت له إمكانية التسجيل.. ففي الأمر سعة..
* وعادة من يحقق نتيجة جيدة بالذهاب هو من يتأهل في النهاية.. لذا فالمتأهلين إلى المربع الآسيوي لهذا العام.. هم من خرجوا راضين عن نتائجهم في الذهاب.. أما الهلاليون فاعتادوا على العودة من مباراة الذهاب وهم مطالبين بالتسجيل في الإياب وهو ما يحدث الضغط على اللاعبين في الملعب..
هذا الهلال والقارة تعرفه
أخطأ رئيس الهلال عند ما تحدث عن صعوبة المنافسات الآسيوية كمبرر لابتعاد الهلال عنها.. فإذا كانت الفرق تطورت.. فلماذا لا يتطور الهلال ويكون أفضل منها.. فالهلال فريق القرن في القارة وله هيبته ولا مثيل له بإمكانياته البشرية والمادية..
* والهلال لم يخرج لأسباب فنية فقط.. فباستثناء لقاء أولسان.. فالهلال كانت له الأفضلية الميدانية في مواجهات المواسم السابقة رغم خروجه منها.. والهلال سبق أن كسب فرقاً أقوى من تلك التي صارت تخرجه.. يكفي أن الهلال قارع جابيليو الياباني الرهيب الذي لم يقدم شرق آسيا فريقاً بقوته وخطف منه بطولة أبطال آسيا.. وهو جابيليو الفريق الذي حمل كأس السوبر من أمام الاتحاد بجدة.. وكان هو المرشح نظاما للمشاركة بأول بطولة أندية عالم تجريبية.. ولكن أبعد عنها..
ضربات حرة
* رغم أن خبراء التحكيم أجمعوا على أن الحكم فهد العريني حرم التعاون من ركلة جزاء أمام الاتحاد فقد خرج محمد نور ينتقد التحكيم.
* نور يقول (الاتحاد يتألق آسيويا لأن الحكم آسيوي).. لكن نور لم يخبرنا لماذا إذا فشل الاتحاد بالفوز بالبطولة الآسيوية طوال سبعة مواسم سابقة!
* لو كان عبدالغني في فريق آخر.. هل سيستمر بتصرفاته السلبية.. وحتى الحكام صاروا يخشونه وينفذون طلباته بطرد اللاعبين واحتساب ركلات الجزاء!!
* الحكم عبدالرحمن العمري.. قدم صورة سالبة عن التحكيم السعودي في مباراة الشباب والنصر.
* أخطاء تحكيمية حدثت في مباراة الهلال مع الوحده تضرر منها الفريقان.. فخليل احتسب جزائية على الهلال.. رغم أن أصل اللعبة خطأ من مهاجم الوحدة ضد الغنام.. وأخطأ جلال بعدم طرد مدافع الوحدة بعد احتساب الجزائية للعابد (حسب رأي الخبير التحكيمي أحمد الوادعي).
* مساعد الحكم ينقض هدفاً للوحدة بعد أن تسرع برفع الراية على لاعب متسلل في حين ذهبت الكرة لمهاجم آخر.. والإعادة وضحت أن المدافع أقرب منه إلى خط المرمى..
* اللاعب عادل هرماش أعتقد أنه يشكل نشازاً وعبئاً على الفريق.. وليس له دور معروف بالوسط.. فهو ليس محوراً دفاعياً ثابتاً.. وليس صانع ألعاب.. ويوجد تشابه أدوار بينه وبين القرني والفرج.
* الغنام من العيادة إلى قلب الدفاع.. ومع أن المهاجم أخطأ عليه.. لكن كان من الممكن يتفادى الجزائية لو شتت الكرة! لكن أراد التحضين وحراسة هذا الكنز الثمين.. فتورط الفريق..
* المدرب الوطني الخلوق سمير هلال عنون مقالة له حسب ما أتذكر.. (لماذا الإزعاج بالهلال) يا أستاذ سمير هذه المساحات وضعت للتهكم والشماتة.. وليست تحسرا على الخسارة..
حسابي في (تويتر).. @salehhenaky