قال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} صدق الله العظيم.
ليس الموت بالشيء الغريب علينا فكل نفس ذائقة الموت.
من حين إلى آخر نفجع بوفاة شخص عزيز علينا ولكن نصبر ونحتسب وننسى مع الوقت وهذا هو حال البشر إلى أن تقوم الساعة ولكن هذه المرة الفاجعة كبيرة علينا وعلى آل سعد خاصة وقحطان عامة.
نعم، عندما يموت رجل مثل محمد بن عبدالعزيز بن لبده فإن خبر وفاته سوف يكون له بالغ الأثر في قلب كل من يعرفه.
ذلك الرجل الذي كان ركناً من أركان القبيلة وظل رمزاً شامخاً في جميع الظروف والمواقف التي مرت بأبناء قبيلته على مدى أكثر من خمسة عقود من الزمن.
ماذا عساني أقول عن هذا الرجل.
أم أقول إنه رمز للوفاء والتفاني مع قبيلته لدرجة أنه ظل حاضراً في كل حدث إلى قبل مرضه ووفاته بأيام.
أم أقول إن أخاه الشيخ نايف بن عبدالعزيز بن لبده شيخ شمل قبائل آل سعد كان يرى في محمد بن لبده رجل الموقف صغر الحدث أم كبر مما حدا بالشيخ نايف بأن يرسل نيابة عنه في الصلح بين قبائلهم في نجد أو في الجنوب عندما يكون مرتبطاً بعمل يستدعي بقاء الشيخ نايف.
أم أقول إنه نذر جهده وماله وعمره في الإصلاح بين الناس وإعتاق الرقاب.
أم أقول إنني أحمل بذكراتي قصصا ومواقف إنسانية لا يعرفها الكثير عنه بحكم العلاقة القوية التي كانت بينه هو وإخوته أبناء عبدالعزيز بن لبده وبين والدي وعمي مساعد رحمهم الله.
أم أقول إنني تأثرت بشخصيته العظيمة منذ كنت صغيراً عندما كنت أراه يتكلم بثقة.
أم أقول إنه كان رجل مجلس من الرعيل الأول.
فعندما كنت محرراً في مجلة البواسل عملنا معه لقاء عام 2005 وأثرى اللقاء بكل ما هو مفيد دون أن يتعرض للقبائل الأخرى إلا بكل خير ولقيت المجلة في ذلك العدد توزيعا منقطع النظير لما فيه من شفافية ومصداقية.
أم أقول إنه ظل وفياً مع والدي حتى بعد وفاته فمازلت أذكر كلامه لنا عندما جاءنا معزياً فيه وقال لنا أنا والدكم بعد والدكم ولن تضيق بكم الدنيا وأنا عايش (وأنا أخو حصة) وقال وصدق فكان نِعم الأب ونِعم الموجه الناصح لنا وكان نعم السند.
وكذلك عمل مع أبناء عمي مساعد مثلما عمل معنا.
أم أقول إن باب بيته ظل طوال حياته على مصراعيه لعامة الناس.
أم أقول إنه اتصف بكل صفة حميدة من تواضعه وكرمه وبشاشة خلقه.
أسأل الله العظيم الذي وسع منزله في الدنيا أن يوسع عليه قبره ويرحمه برحمته. وأن ينزل البركة في أبنائه من بعده ويلهمهم الصبر والسلوان وأن يطيل في عمر الشيخ نايف بن عبدالعزيز بن لبده وإخوته الكرام.
وفي الختام.. لا أقول إلا كما قال كعب بن زهير:
وكل ابن انثى وإن طالت سلامته
يوماً على آلة حدباء محمول
fahd.atif@hotmail.com