في صباح يوم السبت الموافق 21-10-1433هـ فارقت الروح الجسد واستلمها خالقها ليرفع الله درجاتها بإذنه سبحانه وتعالى، فقد كنا ننظر إليها عاجزين وكل يوم يمر تقترب فيه من الموت أكثر.
ننظر إليها يقطعها الألم ونحن لا حول لنا ولا قوة حتى صمتت صمت الرحيل فلم تعد تتألم ونحن ما زال أملنا بالله وليس بغيره إلى أن فاضت روحها وماتت كنت معها في الغرفة ولم أكن أعلم بأن ملك الموت قد دخل علينا ليقبض روحها من بين يدي، {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ}. ماتت تلك الأم الحنون الطاهرة المكافحة، كانت لنا أمًا وأبًا، فقدنا والدنا في الصغر فلم نحس بفقده ولم نتجرع مرارة اليتم في الصغر وكانت بلسماً شافياً، احتوتنا صغاراً وكباراً، حتى في مرضها تسأل عنها وتشتاق لنا.
كانت مريضة طريحة الفراش ولكن وجودها يملأ الكون نوراً وقلوبنا أملاً تشتاق إليها فنجدها كما تركناها في غرفتها وعلى فراشها صابرة محتسبة. يا الله أي أم أنتي.. أي فراغ تركتيه في حياتنا، أي حزن بفقدك ملأ قلوبنا، جعل الله الجنة مثواك والفردوس الأعلى منزلتك وجزاك بما صبرت جنة وحريرا.
ابنتك: أم حسام