كان نبأ مؤلماً لرفيق الدرب الأستاذ سليمان العيسى، يوم تناقلت المواقع ذلك الخبر المؤلم على النفوس أن يفارقك صديق ورفيق درب عاش حياته وكرّس وقته ليلاً ونهاراً لخدمة دينه ووطنه.. كانت الصُحبة والمرافقة يوم التقينا أواخر التسعينيات الهجرية في مبنى التلفزيون القديم لاستلم منه أول فترة عمل توكل إليّ، كان لحظتها يضع بصمة العلاقة التي استمرت أكثر من خمس وثلاثين سنة عشتها معه عبر مراحل متنوعة ولقاءات وميادين متعددة.. فبعضها قضينا سنواتها معاً في إدارة التنفيذ مقدماً للفقرات وهو يدير هذه الإدارة باحترافية وعدالة بين الزملاء.. كان صامتاً كان يؤدي يوم عمله بهدوء ثم يواصل إنتاجه الإعلامي مذيعاً ومعلقاً على بعض المباريات أو كاتباً لعمود صحافي، والتقينا أيضاً في رحلات عمل داخلية وخارجية خلال الرحلات الملكية في عهد الملك خالد والملك فهد -رحمهما الله- وفي حياة الملك الحبيب عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- نجتمع سوياً لتوزيع مهام العمل.. فكان حريصاً على إنجاح أيّ عمل يوكل إليه رحمه الله.. كان سليمان العيسى مدرسة في المواظبة والدقة والإبداع في شتى عطاءات الإعلام وأروقته.. تذكرت أنني قلت له بعد مرضه الأول (لنقرأ سوياً نشرة الأخبار) وكان حينها متردداً إلا أن عزيمته وصدقه في العطاء جعله يشارك حينها معي في هذه النشرة واستمر بعد ذلك قارئاً رحمه الله.. كما التقينا في التعليق والحوار في صعيد عرفات في أيام الحج، فكان مذيعاً سهلاً يتعاطى مع الحدث وفق ثقافة دينية مكنونة لديه رحمه الله، وكثيرة هي المواقف والمحطات في حياة الزميل العزيز سليمان، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، وعظم الله أجر الجميع وألهم أهله ومحبيه، وعلى رأسهم معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة والأسرة الإعلامية الصبر والسلوان.
- وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشئون التلفزيون