هجمة شرسة من أعداء الدين والوطن ضد إنسان هذا الوطن (المملكة العربية السعودية)، لماذا كل هذا أيها الناكرون للمعروف.
المملكة العربية السعودية بلد الإسلام والسلام، بلد المحبة، بلد العطاء والخير، بلد يضم الحرمين الشريفين، محط أنظار العالم، يؤم الكعبة المشرفة أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين في صلواتهم أينما كانوا، وفي كل عام يصل إليها ملايين المسلمين لأداء نسك الحج والعمرة، فيجدون الأمن والاستقرار وكل التسهيلات التي تيسر لهم أداء نسكهم على أكمل وجه، وطن ليس للسعوديين فقط، بل لكل الجنسيات التي تصل إليه طلباً للرزق الحلال والمشاركة في تنمية شاملة تعم أرجاءه بما أفاء الله عليه من الخيرات، ولم يبخل على أحد، بل مد يد العطاء لكل محتاج، خيراته عمَّت العالم أجمع، القريب والبعيد.
وطن يحب السلام، وينشر السلام، لا يضمر أي عداء لأحد، بذلك تميز منذ أن وحَّد أركانه الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه -، وسار أبناؤه من بعده على هذا النهج القويم انطلاقاً من شريعة الإسلام السمحاء.
إذاً، وطن هذه صفاته لماذا يتعرض بين الحين والآخر لهذه الهجمات الشرسة من قِبل الآخرين، ومع الأسف ممن يحتضنهم ويعيشون ويتمتعون من خيراته، ويفترشون أرضه، ويستظلون بسمائه؟ ألا يُعتبر هذا نكراناً للجميل ومن الكفر بالنعمة؟
لماذا يعض البعض اليد التي تقدِّم له الخير؟ وها هي الجهات المعنية بهذه السموم (المخدرات بأنواعها)، ويساهم معها جهات أمنية أخرى بين الحين والآخر، تعلن إلقاء القبض على هؤلاء المروجين لهذه السموم التي يُقصد منها إلحاق الضرر بالوطن، خاصة الناشئة، إنسان هذا الوطن.
إن هؤلاء ممن يقومون بالترويج لهذه المخدرات بأنواعها، ويسعون إلى إدخالها للوطن العزيز (المملكة العربية السعودية)، باعوا أنفسهم للشيطان، وأصبحوا ضمن جنوده الذين يعيثون في الأرض فساداً.
أما الذين معهم من أبناء الوطن فمع الأسف يعق الابن أمه، ويصبح أداة هدم بدلاً من أن يكون ساعداً قوياً أميناً في بناء الوطن والمشاركة في نهضته الشاملة، ويرد بعضاً من جميل أسداه إليه الوطن الكريم، كل ذلك قصداً لإشباع رغبة نفسه الأمَّارة بالسوء، والسعي للكسب المادي السريع المترتب على إدخال هذه السموم للوطن، وبثها بين الناشئة، ممن لا يدركون مخاطرها والأضرار الكامنة فيها. إن ذلك العمل المشين لهو قتل ودمار لهذه الأنفس البريئة، التي قد تغتر بالدعاية الكاذبة التي تُحاط بهذه السموم القاتلة؛ وبالتالي يشارك ابن الوطن المروج لهذه السموم في القتل والفتك بهذه الفئة الواعدة من أبناء الوطن؛ فيخسر الوطن أعز ما يملك، وهو الإنسان، الذي يجب أن يسلم ويشتد ويتعلم ويعد نفسه للمساهمة في بناء الوطن ونهضته الشاملة.
إن هذه الهجمات الشرسة يتصدى لها رجال مكافحة المخدرات في هذا الوطن، يعاضدهم ويقف معهم رجال الأمن في قطاعاتهم المختلفة، بتوجيهات سمو وزير الداخلية ومساعده للشؤون الأمنية - حفظهم الله -، ورجال من أبناء الوطن، الإخلاص شعارهم، والوفاء لهذا الوطن دثارهم، عاهدوا الله وأقسموا على كتاب الله أن يكونوا حصناً حصيناً ضد أي معتد، يقفون له بالمرصاد، وها هم - بحمد الله - يوفون بذلك القسم العظيم، ويترصدون لأولئك الذين أعمى حب المال والكسب السريع غير المشروع بصائرهم فيتحالفون مع الشيطان للإضرار بهذا الوطن، قِبلة المسلمين ومَوطن الحرمين الشريفين.
وطن يحكِّم شرع الله وسنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، يقيض الله من أبناء هذا الوطن المخلصين من يترصد لهم، ويلقي القبض عليهم؛ فيتم فضح أمرهم وكشف مخططاتهم الإجرامية، وكل ذلك يتم بحوله - جل وعلا - فيحال دون تلك الرغبات الشيطانية للإضرار بإنسان هذا الوطن مرتكز التنمية والنهضة والمقصود بكل هذه العطاءات.
إن الأمر يتطلب أن يكون الجميع يداً واحدة في صد هذه الهجمة الشرسة ضد الوطن وأبنائه؛ فالمواطن إنما هو رجل أمن، لا يقل شأناً عن أصحاب العيون الساهرة في قطاعات الأمن المختلفة. ندعو الله أن يرزقهم الإخلاص، وهم لذلك أهل - كذلك نحسبهم - ويحسن أن يجدوا التشجيع والتقدير من الجميع وإجزال العطاء لهم مادياً ومعنوياً نظراً للدور الذي يقومون به.
إن التعاون بين الجميع يجب أن يكون واقعاً ملموساً وقائماً، خاصة في هذا الزمن؛ حيث تتكرر هذه الهجمات على الوطن وأبنائه من قِبل مروجي هذه السموم والراغبين في الكسب السريع غير عابئين بما تخلفه تلك السموم من أضرار جسيمة وعواقب وخيمة.
إن الإقدام على إدخال هذه السموم إلى هذا الوطن الكريم جريمة نكراء وفعل مشين مهما برر أولئك المجرمون والمفسدون الذين يقدمون على ذلك مع سبق الإصرار، وهم يعلمون العقاب المرتب على ذلك أنه خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة.
ربي أسالك أن تحفظ هذا الوطن وأبناءه وبناته من هذه السم الزعاف، وترد كيد الحاقدين إلى نحورهم، وتبطل تخطيطهم، وتكشف أمرهم حتى يقعوا في يد رجال الأمن في قطاعاتهم كافة، وأخص رجال الجمارك ورجال مكافحة المخدرات وحرس الحدود على ما يبذلونه من جهود، ثم تتم إحالة أولئك المجرمين إلى الشرع المطهر؛ لينظر في حالهم وفق شريعة السماء.
ندعو الله أن يكون التوفيق حليف أولئك العيون الساهرة، وأن يكونوا عند حُسن ظن قيادتهم الرشيدة وأبناء الوطن وبناته بهم، فيصدون تلك الهجمات الشرسة من قِبل مروجي هذه السموم القاتلة، ويحمون الوطن - بعد الله - وأبناءه وبناته منها.
fso0oly2011@hotmail.comإمام و خطيب جامع المزروع وعضو الدعوة